عادة ما تتوجه الفتيات الى النوادي الرياضية لتحسين مظهرهن عبر خسارة الوزن الزائد، تنحيف بعض الاماكن في جسدهنّ، أو لشدّ ما تيسّر... فالجميلة باتت مواصفاتها معروفة، أولها المعالم المتناغمة في الوجه، إضافة إلى النعومة وتناسق الجسد. غير أنّ أمرا بات يثير الاستغراب، وهو انصراف عدد كبير من الفتيات إلى أبعد من ذلك... بحيث تراهنّ يرفعن الأثقال، يضخّمن العضلات، ويتباهين بذلك أيضا على مواقع التواصل.


بعيدا من صور الحسناوات على "انستغرام" اللواتي يستعرضن أنوثتهنّ ونحافتهنّ في صور مأخوذة من فوق، ومن أسفل، ومن مختلف الزوايا التي قد تخطر او لا في ذهنكم، تُصدم بأخريات يعرضن عضلاتهنّ المفتولة، وسيقانهنّ الضخمة بفعل ممارسة الرياضة بشكل مكثّف. تقلّب صورهنّ، فتُصاب بالذهول أكثر، فالمعايير الجمالية اختلفت كثيرا هنا.


وفي هذا السياق، أوضح جوزيف ف. صاحب أحد النوادي الرياضية، في حديث لموقع mtv الالكتروني، أن عدد الفتيات اللواتي يتجهن إلى تضخيم أجسادهنّ ازداد عن السابق، إنما بوتيرة ضعيفة، فترى بين 30 شابة في النادي، 5 فقط يهمّهنّ ان تكون عضلاتهنّ مفتولة، ويتمتّعن بمعدة مقسّمة بشكل مثالي، وأكثر!
"هؤلاء لا يفقدن انوثتهنّ كما يشاع"، على حد تعبيره، بل بالعكس هناك نسبة لا يستهان بها من الرجال الذين ينجذبون إلى هذا النوع من الفتيات، "خصوصا اننا أصبحنا في زمن، كثر فيه الأكل السريع والذي يكون عادة غير صحي، ويحتوي دهونا مشبعة، تساهم في زيادة الوزن"، إضافة إلى العادات غير السليمة التي تبقينا بلا حركة طوال اليوم، خصوصا في العمل، الامر الذي يؤذي بنيتنا وشكل جسدنا. ومن هنا، يشدد جوزيف على أهمية التمرين والاعتناء بالجسم لأنه هويتنا الاولى التي تعرّف عنّا، متسائلا "أوليس العقل السليم في الجسم السليم؟".


من جهة أخرى، لا يخفِ أن كثيرا من الفتيات اللواتي يقصدن النادي بهدف خسارة الوزن، يعربن عن خوفهن من ان يحوّلهن التمرين المفرط إلى "صاحبات عضلات"، فيتجنّبن الاوزان الثقيلة، ويكتفين بالرياضات السهلة والمتداولة، مثل الجري والدراجة وبعض تمارين الخصر والمعدة، فبحسب تعبيرهن، لا يردن أن يصبحن "متل الرجال".
كالعادة يبقى الجمال نسبيا، فهناك من تعجبه النحيفة، وآخر يحبّ الممتلئة، منهم من يحبّ الشابة طويلة القامة، وآخرون يفضّلونها عادية او أقلّ من ذلك... غير أنه بالتأكيد، يبقى التمرين، إن أفرطنا به أم لا، أفضل بألف مرّة من الخمول وعدم الحركة الذي يجرّ أمراضا لا تُحصى للعقل والجسد في آن واحد.