شكّل اعتزال الفنان ربيع الخولي في أوجّ نجوميته منذ سنوات كثيرة صدمة بحدّ ذاتها لجميع أحبائه الذين لم يكن عددهم قليلاً. أمّا اتخاذ الفنان فضل شاكر، في السنوات الأخيرة، قرار الخولي نفسه فلم يكن بـ "مصيبة" أقلّ وطأة لدى عشاق صوته وأغنياته.
اختار ربيع الخولي وقتذاك الاستغناء عن لقب "فنان" أو "نجم" وعن نجومية كبيرة نشرت اسمه على صعيد لبنان والعالم العربي. تخلّى صاحب "الغبطة الفنية" عن موهبة جميلة كانت لا تزال في ربيعها ملتحقاً بالكهنوت ليصبح الأب طوني الخولي، في سبيل الخدمة الكهنوتية.
أمّا فضل شاكر، فانتماؤه، خلال الأعوام الأخيرة، إلى مجموعة تؤيّد الشيخ أحمد الأسير في بلدة عبرا الصيداوية وإعلانه الولاء الكامل لمعتقدات دينية سلفيّة ورفضه ممارسة الفن أيّاً كان نوعه، أفقده عدداً كبيراً من المحبّين، رغم أنّ البعض بقيَ عاشقاً لإحساسه المميّز والعذوبة في صوته.
في لحظة، أو ربّما بعد وقتٍ طويل من التفكير والجلوس مع الذات، وجد ربيع الخولي نفسه صريع قراره القديم الذي كلّفه إجهاض نجوميّته. في لحظة، راوده الحنين إلى العودة إلى أحضان ذلك الـ "ربيع"، علماً أنه تمّ أخيراً إعلان قرار انفصاله عن الكهنوت وتقديمه طلباً يقضي بقبول الفاتيكان بهذا القرار.
أمّا فضل شاكر، فكثيراً ما يتمّ تداول أخبار من مصادر مقرّبة منه تفيد بأنه يحنّ كثيراً لماضيه الفنّي الجميل ويبدي دوماً رغبته في العودة إليه في المجالس الخاصّة التي يشارك فيها.
مهما ابتعد الفنان عن "بيته" الأساس وحبّه الأوّل، لأيّ كان من الأسباب، ومهما حاول سلك طريق روحانيّة، فلن يستطيع أن يهجر هذا "البيت" إلى الأبد. سيحنّ له من جديد ويرى نفسه في طريق العودة إليه، كابتاً في قلبه مختلف أنواع الإشتياق له.
وعلّنا، هنا، نستذكر أغنية الفنانة جوليا بطرس "الحبّ الأول" من ألبومها "يا قصص" التي تحمل كلماتها مشاعر وأحاسيس كبتها الخولي وشاكر وعلّهما سيعترفان بها يوماً:
"ليش الحبّ الأول... ما بيرضى يفارقنا
بيرجع من الأول... عالماضي يفيّقنا
نكبر مهما كبرنا... بيرجّعنا زغار
بيصير يذكّرنا... ويرمينا بالنار
وبنارو بيحرقنا... بيحرقنا
ليش الحبّ الأول... ما بيرضى يفارقنا...".
يبدو أن الحبّ الأول لم يرضَ أن يفارق الأب طوني الخولي والفنان المعتزل فضل شاكر، وأنّ كليهما سيجدان نفسيهما منحنيين له...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك