أشارت مصادر رفيعة المستوى في الإدارة الأميركية، لصحيفة "الراي" الكويتية، إلى ان "الفرصة سانحة لإنتخاب رئيس جمهورية في لبنان بعد 29 شهرا على شغور هذا المنصب، اثر نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان"؛ ورأت انه "على عكس الاعتقاد السائد، فان انتظار اللبنانيين جلاء الصورة في المنطقة عموما، ان في سوريا او في العراق او لناحية ما يتعلق بالعلاقات السعودية - الإيرانية في شكل عام، قد لا يكون بالضرورة في مصلحة لبنان".
واعتبرت المصادر، انه "بعيدا عن المواجهة السعودية - الإيرانية، تمر العلاقات بين الدول الكبرى بمرحلة من الهدوء، وان العلاقة بين الغرب وروسيا قد لا تستمر على هذا النحو، وقد تتجه نحو التأزيم بعد وصول رئيس جديد الى البيت الابيض".
وأضافت انه في حال وجد الاوروبيون رئيسا أميركيا متجاوبا مع طموحهم في التصدي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فان المواجهة بين الغرب وروسيا ستحتدم، وهو ما قد يحول كل قضية دولية الى مواجهة، بما فيها شؤون دول ذات أهمية استراتيجية محدودة مثل لبنان". وصار معروفا في اوساط واشنطن ان الإدارة الأميركية كانت توصلت مباشرة مع الحكومة الإيرانية، عبر القناة المفتوحة بين وزيري خارجية البلدين جون كيري وجواد ظريف، وكذلك بالوساطة مع "حزب الله" عبر بعض الاجهزة الامنية اللبنانية، الى تسوية قضت بابقاء لبنان خارج المواجهة الإقليمية، التي تجتاح عاصفتها دول متعددة منها سوريا والعراق واليمن.
لكن تحييد لبنان لا يعني بالضرورة اتفاقا على تسيير أموره، خصوصا ان الإتفاق الأميركي - الإيراني هو اتفاق مخصص لتثبيت الامن في لبنان فقط، من دون ان يتطرق الى شؤون السياسة، التي تعثرت بسبب ارتباط الاطراف السياسية اللبنانية المؤثرة بالسعودية وايران. وطالما تستمر المواجهة بين السعوديين والايرانيين، يصبح من شبه المستحيل التوصل الى تسوية سياسية لبنانية.
كذلك، نفت المصادر الأميركية ان حواراتها المتواصلة مع السعودية تشمل ملفات مثل لبنان، لافتة إلى ان "حواراتنا مع السعودية متواصلة في شكل شبه يومي، وهي تشمل شؤون مكافحة العنف المتطرف، ومحاولة التوصل الى تسويات في مناطق ساخنة مثل سوريا واليمن، وشؤون اخرى تتعلق بالعلاقة الثنائية بين البلدين". وأضافت: "ان الظروف المؤاتية لانفراجات سياسية لبنانية قد تتغير مع قدوم رئيس أميركي جديد يعدل من الموقف الإستراتيجي الأميركي في وجه روسيا"، وهو ما يعني، بحسب المصادر الأميركية، "ان الفرصة متاحة للبنانيين في تدبير شؤونهم السياسية في الأيام المئة المقبلة، بعد ذلك قد تغلق هذه النافذة ويصبح وقتذاك متعذرا التوصل الى تسويات ما لم تنجح القوى الكبرى في التوصل الى تسويات فيما بينها اولا، ان في سوريا ولبنان ام في اليمن والعراق".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك