واصل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي زيارته الرعوية الى قبرص حيث توجه الى لارنكا بعد نيقوسيا، وترأس قداسا في كنيسة آيا كرياكي خريسو بوليتسافي في مدينة بافوس، وتحدث البطريرك الراعي في العظة التي ألقاها عن حياة القديس بولس في الجزيرة التي بشر بالمسيح، مشيرا الى "توجيه اتهامات عدة مغرضة اليه أدت الى صلبه على عمود"، داعيا الى "التمثل بمار بولس والعودة الى المحبة والصلاة والتواضع والى الله".
بعد ذلك، التقى الراعي الاكليروس ثم توجه الى ليماسول لزيارة راهبات القلب الاقدس المرشدات الفرنسيسكانيات في مدرسة القديسة مريم، على ان يلتقي في الرابعة بعد الظهر ابناء الجالية المارونية في لارنكا، كذلك ترفع الصلاة في السادسة في كنيسة آية مارينا طوليماريا، وفي السابعة والنصف ترفع صلاة ختامية في كنيسة القديس يوسف في لارنكا. وسيشارك البطريرك الراعي في حفل عشاء تكريمي ينظمه عضو مجلس امناء مؤسسة الانتشار المارونية.
وكان الراعي أنهى زيارته الرعوية الى مدينة نيقوسيا بعد لقائه أبناء الكنيسة المارونية الذين ثمنوا هذه "الزيارة التاريخية كونها الاولى لراعي الكنيسة المارونية لرعيته في جزيرة قبرص منذ نشأة الموارنة فيها".
وجال البطريرك الراعي خلال هذه الزيارة التي استغرقت ثلاثة ايام، على القرى المارونية الاربع في شمال قبرص واطلع عن كثب على قضيتها التي بدأت في العام 1974، واعدا ابناءها بالعمل "المتواصل كبطريركية مارونية لايجاد حل شامل وكامل يتيح لابنائها العودة الى قراهم".
وقد زار البطريرك الراعي مساء أمس دير مار الياس للرهبانية اللبنانية المارونية في بلدة كوتشات لمباركته، واستقبله لفيف من الكهنة والمخاتير وحشد من المؤمنين.
وبعد رفع الصلاة في كنيسة الدير، شكر البطريرك الراعي الرهبانية اللبنانية المارونية على "ما قامت به ولا تزال منذ لحظة إنشائها من خدمة روحية واجتماعية ورعوية"، آملا ان "تواصل جهودها وتملأ المراكز الرعوية الشاغرة في قبرص".
وأقيم للمناسبة حفل استقبال تخللته حلقات الرقص التقليدية والاغاني الفلكلورية، ودون البطريرك الراعي في سجل الدير كلمة عبر فيها عن سعادته لهذه الزيارة.
بعد ذلك، توجه الراعي الى مدرسة مار مارون في انطوبولي - نيقوسيا حيث قدم له تلامذة المدرسة المارونية الوحيدة في المدينة لوحات تعبيرية توجز تاريخ موارنة قبرص.
ومساء، أقام ممثل الموارنة في البرلمان القبرصي انطونيوس حاجي اوسوفس عشاء تكريميا للبطريرك الماروني حضره عدد من الفاعليات الرسمية والدينية، وتخللته اللقاء كلمة القاها روسوف اثنى فيها على دور الراعي في "نشر رسالة السلام والحوار حيثما حل"، مشددا على "دور الموارنة السلمي في مجتمعاتهم"، آملا ب"عودة الموارنة القبارصة الى ديارهم التي هجروا منها قسرا".
ورد البطريرك الراعي بكلمة أكد فيها ان "الكنيسة المارونية لن تتوقف ابدا عن العمل لدعم جهود عودة القبارصة الموارنة الى قراهم، ارض آبائهم واجدادهم". وقال: "لقد ازددنا يقينا واصرارا على ذلك حيث رأينا بأم العين ما هو وضع القرى المارونية وتعرفنا الى موقعها".
وأشار الى انه قدم الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مذكرة خطية بهذا الشأن"، وقال: "لا نزال على تواصل مع الامين العام للامم المتحدة من خلال الموفد الرسمي له في لبنان نلتقي به باستمرار، ويمكننا تقديم مذكرة جديدة في هذا المفهوم، وبالتأكيد سوف نحمل هذا الموضوع الى الفاتيكان لما لديه من تأثير في هذا الشان".
اضاف: "نحمل هذه القضية بأكملها مع البطريركية والمطارنة في قلوبنا، نحن معنيون مباشرة بالموضوع وعملنا واجب. نهنئكم لوحدة هذه القرى ولانكم تحتلفون بالقداديس وقد أسستم نوادي تجمعكم بعضا ببعض، ونقول للمجتمع الدولي اننا نحن الموارنة لا نؤمن بالعنف كوسيلة لحل النزاعات بل بالحوار البناء".
ولفت الى ان "مقاومة الموارنة ارتكزت عبر تاريخها ليس على السلاح كأساس وانما على مبدأ السلام والحوار والصلاة والايمان والصبر والثبات والتشبث بالارض والاصول والجذور".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك