اكدّ مسؤول أميركي رفيع أن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو كرّر مرارا عبارة ان تركيا تعتبر سوريا بمثابة الشأن الداخلي، وان انقرة لا تعتقد ان الازمة السورية تدخل في مضمار سياساتها الخارجية، لكن رغم الحساسية الداخلية التركية حيال الاوضاع في سوريا، يأخذ المسؤولون الاميركيون على نظرائهم الاتراك كثرة الاقوال وقلة الافعال.
ولفت المسؤول الاميركي في تصريح لصحيفة "الراي" الكويتية، إلى ان واشنطن اعتقدت لفترة انه يمكن ان تقوم انقرة بمد "الجيش السوري الحر" بالدعم اللوجستي لمساعدته في حسم المعركة في وجه الرئيس السوري بشار الاسد، كما انه سبق لوزارة الدفاع الاميركية ان وضعت مسودات لخطط تدخل عسكري في سوريا، تتصدر فيها تركيا الحملة العسكرية، بمشاركة عربية واسناد اميركي اوروبي، وتؤدي الى انشاء حزام آمن شمال سوريا للثوار والمدنيين السوريين الفارين من عنف قوات الاسد، الا ان تركيا لم تبد أي حماسة لأي تدخل عسكري في سوريا، وهي لم تبادر الى قطع علاقاتها التجارية مع نظام الاسد الى أن توقفت التجارة بين البلدين من تلقاء نفسها بسبب تدهور الاوضاع الامنية.
وسألت "الراي" ديبلوماسيين اوروبيين في واشنطن عما رشح اليهم بشأن زيارة اوغلو والموقف الاميركي من تركيا. فقال احد الديبلوماسيين: "هناك احباط اميركي من الاتراك بعد ان راهنت واشنطن انه بامكان انقرة انهاء الازمة السورية واخراج الاسد من الحكم"، وأضاف: "لكن ماذا تتوقع من دولة تعارض الحرب للتخلص من حكم الليبي معمر القذافي، ثم يقوم مسؤولوها بأول زيارة الى بنغازي عاصمة الثوار".
وختم بالقول: "وفي يوم آخر، يرسل الاتراك سفينة لكسر الحصار الاسرائيلي على غزة ويتوعدون اسرائيل بالحرب، وهم خلف الكواليس يبتاعون الطائرات من دون طيار وعتاد اسرائيلي من انواع مختلفة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك