تشعر قيادتا التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة بنشوة الانتصار بقدر ما تشعران بحجم الحملة عليهما. الاتفاق المسيحي مستهدف، ولم يعد الأمر مجهولاً، والأدوات كثيرة، سياسيّين وصحفاً. لكنّ مصادر رفيعة في الحزبين تتّفق على عبارة واحدة، ردّاً على الحملة "صادمون هنا".
وقف أحد الكهنة في صالون كنيسته منذ يومين، مستفيداً من حضور النائب ابراهيم كنعان، ليصف في كلمته الاتفاق المسيحي بـ "العمل النبويّ". ينسجم كلام الكاهن مع شعورٍ عام لدى غالبيّة المسيحيّين بأنّ أمراً ما تغيّر في موقعهم السياسي في قلب النظام الذين شعروا، طيلة عقدين ونصف، بالغربة عنه. وينسجم، خصوصاً، مع أجواء بكركي الداعمة للاتفاق والمهلّلة له، هي التي لطالما اشتكت، باسم كثيرين، من الشرذمة بين المسيحيّين ومن "قتال الإخوة". ومن خلف الجميع، تأتي بركة الكرسي الرسولي، التي عبّر عنها السفير البابوي في أكثر من مناسبة أخيراً، لأيّ اتفاق يحصل بين اللبنانيّين عموماً والمسيحيّين خصوصاً، داعياً مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى تعميم الاتفاق ليشمل مختلف القوى المسيحيّة.
ويعتبر الاعتماد على ما سبق، وخصوصاً على الارتياح الشعبي، السلاح الذي يلجأ إليه فريقا التفاهم لمواجهة الحملة عليهما، والتي أخذت في صحيفتَي "السفير" و"الأخبار" بعداً طائفيّاً. من هنا، يؤكّد الحزبان على أنّ اتفاقهما صامد "ولا عودة عن استعادة الحقوق المسلوبة دستوريّاً، مهما تصاعدت وتيرة الجنون عند البعض، وما تحقّق رئاسيّاً سيُستكمل حكوميّاً، ومن بعدهما في سائر الاستحقاقات المقبلة".
وتضيف مصادر الحزبين أنّ "مرجعيّة التوزير المسيحي يجب أن تكون بيد المسيحيّين، وهي قاعدة ميثاقيّة طُبّقت على الجميع في مرحلة ما بعد الطائف باستثناء المسيحيّين، فلماذا استهجان ذلك واستغرابه، مشيرةً الى أنّ "من يقود هذه الحملة يستخدم بعض القوى المسيحيّة كمتاريس، منعاً لبلوغ الوحدة المسيحيّة الشاملة".
وتشدّد على أنّ "الشارع المسيحي شهد تحوّلاً كبيراً في الفترة الأخيرة، وحلّ العنفوان مكان الإحباط الذي لطالما اشتكى منه المسيحيّون"، وهو ما يجب أن يترجم بخطوات عمليّة على صعيد الحضور المسيحي في الإدارات الرسميّة والأجهزة الأمنيّة.
يبدو التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة كـ "الجبل ما يهزّك ريح". يتواصل ابراهيم كنعان وملحم الرياشي يوميّاً. وبعد زيارتهما رئيس الجمهوريّة يوم الإثنين الماضي، التقيا رئيس حزب "القوات" يوم الأربعاء. إلا أنّ الرجلين يشكوان، على الرغم من ذلك كلّه، من الأضرار الصحيّة للاتفاق المسيحي، إذ أنّهما يتلقّيان عدداً كبيراً من دعوات العشاء لتكريمهما. لعلّ كنعان سيجد حلاً لذلك في التمرين قليلاً مع نادي الشانفيل، الذي يرعاه، والذي احتفل معه بالانتصار في مباراته الأولى على النادي الرياضي ضمن بطولة لبنان لكرة السلّة. بانتظار أن تشهد السلّة الحكوميّة هدفاً مسيحيّاً آخر...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك