في وقتٍ يكثر الحديث عن الحملة التي يتعرّض الاتفاق المسيحي بين التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة، استقبل رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون رئيس حزب "القوات" سمير جعجع في قصر بعبدا، في استعادة لمشهد قديم جمع الرجلين في القصر نفسه، قبيل ما سُمّي بـ "حرب الإلغاء"، وأدّى الى مزيد من التوتّر في علاقتهما بلغت حدّ إهراق الدم.
تغيّر المشهد بين الماضي والحاضر كثيراً، وخصما الأمس باتا حليفين ويواجهان، عبر اتفاقهما، المتضرّرين من هذا التحالف.
والى حين تتظهّر تفاصيل اللقاء، من المؤكّد أنّ هذه الزيارة التي تمّ التحضير لها منذ الأسبوع الماضي، حملت بدايةً طابع التهنئة للرئيس الجديد بانتخابه، قبل أن ينتقل الحديث بين الرئيس عون وجعجع الى الشأن الحكومي الذي يواجه أكثر من عثرة في طريقه، من أبرزها اعتراض الثنائيّة الشيعيّة على حصّة "القوات" فيها، واعتراض عون وجعجع معاً على الحقيبة التي ستمنح لـ "المردة".
وبعد اللقاء أكد جعجع أن "الحياة عادت للجمهورية ونحن امام مسار طويل ولكن على الأقل نحن أمام المسار الصحيح"، مشيرا الى أنه "تداول مع الرئيس ميشال عون بكل الأمور السياسية واحدى الامور التي استوقفته هي البحث الجدي برفع الحظر عن مجيء الرعايا العرب الى لبنان"، مشددا على أن "عامل عودة الرعايا يكفي بحد ذاته لكي يرفع من إنتاجنا الاقتصادي ودخلنا القومي ما قد يساعدنا على التقدم".
وأضاف جعجع: "الأمور بدأت تأخذ المنحى الجدي والجيد بشأن تأليف الحكومة ونأمل ان تبصر النور قريبا، وفي هذا العهد ليس هناك "أم الصبي"، وفي ما يتعلق بالحكومة فهناك حد أدنى يجب احترامه والوقوف عنده وفي تشكيل الحكومة نحن أكثر من قدّم التضحيات".
ولفت الى أن "موضوع الحكومة ليس موضوع حقائب وتضحيات والجميع يعرف ان الموضوع هو في السياسة وليس في الحقائب".
وفي ما يتعلق بقانون الانتخاب، قال جعجع: "ما زلنا بعيدين عن قانون الانتخاب ولكن لم أرَ بعد اي أحد يريد بقاء قانون الستين وبعد تأليف الحكومة سنتجه مباشرة الى البحث في قانون الانتخاب".
وأشار الى أن "تفاهمنا ليس "مسيحي - مسيحي" بل خطة وطنية ونظرة وطنية بالقضية ككل، وتفاهمنا تمدد أكثر ووصل الى تيار "المستقبل" وآمل ان يصل الى عين التينة ولسنا ضد أحد بل لدينا نظرة معينة للبنان ونأمل ان يصل التفاهم الى الضاحية".
وختم جعجع: "الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية يشكلان الحكومة ويضعاها في مجلس النواب ومن هناك كل كتلة تأخذ الموقف المناسب".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك