ابدت الأوساط السياسية والأمنية في مدينة طرابلس عبر صحيفة "السفير" خشيتها من أن "أي انفلات أمني قد يحصل مجددا على خلفية الأحداث السورية، قد لا يبقى ضمن إطار محدود بل سيتوسع ليشمل كثيرا من المناطق وربما يمتد إلى خارج طرابلس".
ورأت هذه الأوساط أن "الجولة الخامسة الأخيرة من العنف بدت لقيطة، من دون أن يتبناها أحد، ومن دون أن تحظى بأي غطاء سياسي معلن، حيث سارع جميع المعنيين الى نفض أيديهم من المسؤوليات، وتحميلها للفقراء المقتنعين بأنهم يدافعون عن أنفسهم وعن عائلاتهم انطلاقا من الجرح التاريخي المفتوح في المناطق الحساسة، وبالتالي تجهيل الفاعل ومطلق شرارة الفتنة، ووضع الجيش الللبناني في صلب المواجهة وهو الذي دفع الفاتورة الأكبر في هذه المعركة لكونه لم يترك مواقعه وبقي مصرا على ممارسة دوره في التصدي للمسلحين والرد على مصادر النيران، ورغم ذلك لم يسلم من بعض الانتقادات التي حاولت التشكيك في دوره وإظهاره أنه ينظر بعين واحدة في محاولة مستمرة لاستهدافه وإعاقة تنفيذه المهام الأمنية المطلوبة منه، سواء في طرابلس أو في عكار، أو في محاولة للضغط على مخابرات الجيش التي وضعت يدها على ملف مخزن الأسلحة المنفجر في زيتون أبي سمراء".
وردت بعض الأوساط الطرابلسية بأن "ما جرى الأسبوع الماضي في طرابلس يجب أن يعتبر منه الجميع، وأن تعمل قيادات طرابلس مجتمعة على عزل المدينة عن كل ما يجري في سوريا، وأن تسعى لوقف كل أنواع التحريض، وبالتالي رفع الغطاء عن كل من يحاول مجددا الاخلال بالأمن، وترك معالجة الأمور للجيش اللبناني، وذلك الى أن يحين أوان النقاش الجدي حول العنوان الرئيسي لأزمة طرابلس وهو: "كيف يمكن أن نختم الجرح النازف بين التبانة وجبل محسن بشكل نهائي ولمرة أخيرة؟".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك