بالتأكيد، سيعلن لبنان يوما ما، البلد الذي يحوي أفظع الغرائب، لا بل النسبة الأكبر من العجائب التي قد لا يستوعبها عقل، باستثناء ذاك المتبقي لدى اللبنانيين، وعلى الأرجح لانهم اعتادوا دائما على الأسوأ.
ما سيُكتب في هذه السطور، إنما يعبّر عن واقع مزر نعيش فيه، حيث بات للاحتيال أوجه كثيرة، حتى ظننت انك في فيلم أحداثه لا تنتهي، لا بل في كابوس، كلما حاولت الاستيقاظ منه أتاك آخر أسوأ منه بكثير.
ما سيُكتب في هذه السطور، هي قصة رجل روى بحرقة لموقع mtv الالكتروني ما حصل معه، وطلب عدم ذكر إسمه، خوفا من أن يتعرضوا له أو يلاحقوه، علما أنه هو المظلوم... وفي ما يأتي سنسمّيه "رائد".
ذهب رائد قبل أسبوعين ليدفع المتوجب عليه من رسوم الميكانيك بعدما استفاد من الإعفاء الذي نجم عن تعطيل مراكز المعاينة لمدة، فإذ به يفاجأ بأن سيارته موضوعة في إطار الحجز لأنه لم يدفع محاضر ضبط محرّرة في منطقة زغرتا. القصة ليست هنا، بل في قصة زغرتا، فرائد لم يتوجه يوما إلى هذه المنطقة، لا بل يكاد لا يعرف كيفية الوصول إليها. راجع شركة العدادات التي قدّمت البلاغ وطلب تفاصيل عن المخالفات، ليتبيّن أن السيارة المخالفة هي من نوع "مرسيديس" سوداء اللون، فيما سيارته من نوع "نيسان"، إلا أن الاثنتين تحملان اللوحة نفسها، حتى ان بعض المخالفات يعود تاريخها إلى ما قبل شرائه للسيارة. وامام ما تقدّم ما الحلّ؟
لا حلّ، إلا بأن يدفع الرجل المخالفات المتوجبة، رغم أنها لا تخصّه، ولا علاقة له بها، وإلا تضاف إلى سجله العدلي، وأن يتقدم بدعوى أمام القضاء كي لا يلاحق مجددا على أي مخالفات قد تحصل في المستقبل من قبل السيارة الأخرى التي تحمل اللوحة المزورة.
وهكذا تكون المعادلة كالآتي: سيارة بلوحة مزوّرة، يتجوّل أصحابها على راحتهم، يخالفون كما يشاؤون، ورجل ذنبه الوحيد أنه يعيش في لبنان، في بلد، السارق والمحتال يشعران بالأمان فيه، "والبقيّة بياكلوا الضرب".

غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك