ها هو شهر رمضان يحلّ ضيفاً عزيزاً على قلوب المُسلمين المؤمنين الذين ينتظرونه بفارغ الصّبر.
يُعتبر هذا الشّهر مباركاً لأن القرآن الكريم نزل فيه وإحدى لياليه هي ليلة القدر وفي أرجح الاقوال إنها في العشر الاواخر من شهر رمضان.
يتميّز هذا الشّهر بالصوم الذي يعتبر ركناً من أركان الإسلام... لكن لِمَ يصوم المسلمون في هذا الشّهر؟
يشرح الشيخ القاضي خلدون عريمط في حديث إلى موقع mtv بطريقة مبسّطة سبب الصيام في شهر رمضان ، قائلاً:
"الصّيام في الأساس كتب على جميع أصحاب الرسالات التي أنزلها الله على الانبياء والرسل لإبلاغها لأممهم والمؤمنين بهذه الرسالات. نوح عليه السلام كان يصوم، وسيّدنا ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب، هؤلاء الانبياء كانوا يصومون، كما ان موسى عليه السلام، والمسيح عليه السلام، كانا يصومان ويأمران المؤمنين بدعوة الله الى الصّيام تقرّباً الى الله تعالى، لأن الصيام هو عبادة يتقرب فيه المؤمنون الى الله، ويمتنعون عن ملذات الحياة في أوقات محدّدة، كما أشارت إليها إرشادات الانبياء والرسل بأمر من الله سبحانه وتعالى. لذلك جاء في القرآن الكريم بالنسبة لنا معشر المسلمين بقول الله تعالى: "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلّكم تتّقون أيام معدودات، فمن شهد منكم الشهر فليصمه...".
وبهذا المعنى فإنّ الصيام، هو سنّة الانبياء والرّسل، على أزمانهم المختلفة.
والصّيام يعني الامتناع عن الطّعام والشّراب، من طلوع الفجر الى غروب الشّمس، لكنّه لا يعني الامتناع عن الطّعام والشراب فقط، وإنّما يعني، الامتناع عن كلّ قول أو فعل يتعارض مع تعاليم ربّ العالمين، فشهر الصّوم هو موسمٌ للطاعة والتقرّب الى الله تعالى، وهو تأهيل لإعادة الانسان الى دوره الاساسيّ في الحياة وهو عبادة الله والاحسان الى خلق الله جميعاً بمعزل عن أديانهم أو أعراقهم، أو ألوانهم. فالانسان هو مكرّم من الله تعالى أيّاً كان، ويزاد تكريمه أو يقلّ بحسب قربه من الله، والتزامه تعليمات ربّ العالمين".
ويضيف عريمط: "الصّيام هو أحدُ أركان الإسلام الخمسة أي أن إسقاط الصّيام هو إسقاط لركن من أركان الايمان لأن من لا يؤمن بالصّيام في شهر رمضان أو بالزكاة أو الحج أو بأي ركن من الاركان الخمسة فهو خارج عن ملّة الاسلام.
ولذلك فإن المسلمين في كل العواصم والخواضر وفي أماكن تواجدهم يرحّبون ويهيّئون أنفسهم لاستقبال هذا الشهر المبارك، شهر العبادة والذي هو شهر القرآن الذي نزل على محمد عليه الصلاة والسلام، وفيه ليلة من أعظم الليالي وهي ليلة القدر، والتي على أرجح الاقوال انها تأتي في العشر الاواخر من شهر رمضان".
وعن سبب الصّيام مع بزوغ الفجر والافطار عند غروب الشّمس قال عريمط: "الانسان المسلم المؤمن يبدأ يومه عند بزوغ الفجر وينتهي مع غروب الشّمس لأن الله سبحانه وتعالى يقول: "وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النّهار معاشا".
وبهذا المعنى فإن الصيام يبدأ مع بداية اليوم أي مع الفجر وينتهي بنهاية اليوم أي مع غروب الشّمس.
ومن الواجب على المؤمنين والصّائمين في شهر رمضان أن يُكثروا من قراءة القرآن الكريم ومن الدعاء الى الله سبحانه وتعالى لأن يغفر للمسلمين خطاياهم وأن يرزقهم ويبارك بزرّياتهم وآبائهم وأن يحفظ البلاد والعباد ويديم عليها نعمة الامن والأمان والاستقرار، وفي الوقت نفسه يسارع المسلمون الى مساعدة الفقراء والمساكين والايتام وأصحاب الحاجة ويسارعون كذلك الى دفع زكاة أموالهم والصدقات لتوزع على أصحاب الحاجة وفي ذلك يحافظ المسلمون على أمنهم الاجتماعي ليكونوا كما أرادهم الله أمّة للخير والايمان والعلم والتعارف والسّلام بين الامم والشعوب".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك