اعترف آيدن أونال النائب البرلماني من حزب العدالة والتنمية، المستشار السابق للرئيس التركي رجب طيب اردوغان والمسؤول عن كتابة خطاباته، بوجود ممارسات وعمليات تعذيب داخل السجون التركية.
فقد حذّر النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، آيدن أونال، في مقاله المنشور بصحيفة "يني شفق"، من أن ممارسات التعذيب المتبعة تجاه "حركة الخدمة" (جماعة المعارض فتح الله غولن) تساعد الحركة على نموها وليس القضاء عليها.
ورغم أن أوامر وتعليمات التعذيب تصدر مباشرة من حكومة حزب العدالة والتنمية، غير أن آيدن أونال ألقى بالمسؤولية عن الجريمة على ما سماه بـ"العقل المدبر"، مدعيا أنه يمارس التعذيب على المسجونين لخلق المظلومية، معيدا للأذهان أن حزب الشعوب الديمقراطية الكردي الذي تمكن من الحصول على حق التمثيل في البرلمان التركي بعد أن تجاوز نسبة 10% من الأصوات، كبر ونشأ داخل سجون مدينة ديار بكر في أعقاب انقلاب عام 1980.
وقال أونال: "في أحداث انقلاب 12 أيلول 1980، جُمع الشباب القوميون واليساريون في سجون ماريس وماماك، بينما أُرسل ممثلو الحركات الكردية المعارضة إلى السجن رقم 5 العسكري في مدينة ديار بكر، لم يكن المعتقلون من أنصار عبد الله أوجلان فقط، وإنما ضُم إليهم جميع التيارات الكردية المعارضة، والمشاركين في أعمال العنف، وأصحاب المجلات، والكتاب وأعضاء ومسؤولو التنظيم، بالإضافة إلى المتعاطفين معهم، ومن ليس لهم علاقة بالقضية من قريب أو من بعيد".
وأضاف: "كانت السجون تكتظ بالشباب والفتيات والسيدات والأطفال والمسنين، وتعرضوا لسنوات لعمليات تعذيب ممنهج ومخطط.. وإن بعضهم مات ولم يستطع تحمل المزيد، والآخر أصيب بعاهات مستديمة".
وأشار آيدن أونال إلى أنه لم يكن هناك عدل أو رحمة أو ضمير في السجن رقم 5 العسكري.
وتطرق آيدن أونال إلى دور عمليات القمع والتعذيب التي تعرضت لها الحركات المعارضة الكردية وما شهدته من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في نشأة تلك الحركات ونموها وترعرعها، مشيرا إلى أن الأمر نفسه يجري الآن مع "حركة الخدمة" والمنتمين لها في الوقت الحالي، على حد تعبيره.
و"حركة الخدمة" هي أكبر مجموعات ''جماعة النور'' المنتسبة للشيخ سعيد النورسي، وقام بتشكيل نواتها الأولى، أوائل عام 1970، الداعية الإسلامي التركي فتح الله غولن.
وزعم أونال أن عمليات القمع ضد "حركة الخدمة" التي استطاعت الوصول إلى عامة الشعب والقرويين البسطاء، وما يواجهه أعضاء هذه الحركة من ظلم وجور وعمليات تعذيب، يقوم بها القضاة والمدعون العامون من عند أنفسهم، من دون أن يكون هناك توجيه حكومي بذلك، محاولا بذلك تبرئة حزب العدالة والتنمية من هذه الممارسات.
وادعى أونال أن ما أسماه "العقل المدبر" هو من يقوم بعمليات التعذيب ضد أعضاء وأنصار "حركة الخدمة" وذلك من أجل مزيد من الامتداد والانتشار والتوسع لهذه الحركة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك