يتحضر "حزب الله" للمرحلة المقبلة، ليس فقط انتخابيا لكن اقليميا أيضا. ففي ظل التقلبات التي تشهدها المنطقة والهجمة التي يتعرض لها المحور الايراني بعد وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض من جهة، وقمم الرياض من جهة أخرى، يحاول "الحزب" تحصين موقعه لبنانيا ونسج شبكة علاقات واسعة محليا تقيه من الرياح التي قد تهب عليه سياسيا وعسكريا واقتصاديا في قابل الايام. وعليه، يحرص على إبقاء تحالفه مع رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر قائما رغم الخلاف المتوالي فصولا بين الاخيرين، وحليفه الثاني الرئيس نبيه بري. كما يتمسك بحواره مع تيار المستقبل رغم الشرخ العمودي في نظرتيهما الى القضايا المحلية والاقليمية والدولية.
تضيف المصادر، وفق "المركزية"، انه يحاول "دغدغة" أو استمالة بعض الأحزاب والشخصيات المستقلة المسيحية عبر اعتماده خطابا فيه الكثير من الهدوء والمرونة كتشديده على ضرورة المحافظة على الاستقرار اللبناني وعدم نقل نيران الحرب السورية الى الداخل وتأكيده ان قتاله في سوريا هو لمنع "داعش" من اختراق الساحة المحلية. وهو يلجأ الى هذا الاسلوب بعد ان كان كفيلا في رأي الضاحية، في اعادة بعض الدفء الى العلاقة بينها وبين المختارة. لكن من أبرز ما افرزته الصورة الانتخابية، تتابع المصادر، فتح قناة تواصل بين القوات اللبنانية وحزب الله. فالنسبية الكاملة على اساس 15 دائرة قرّبت بين الطرفين بعد أن التقيا على ان الصيغة هذه تؤمن تمثيلا صحيحا للجميع. وقد شهد ليل امس اول تواصل مباشر بين الحزبين (خارج سقفي مجلس النواب والحكومة) في بيت الوسط حيث شارك النائب جورج عدوان والمعاون السياسي للامين العام للحزب حسين الخليل في الاجتماع الذي دعا اليه الرئيس سعد الحريري، فهل يؤسس قانون الانتخاب لعلاقة مستقبلية أقوى بين الطرفين؟