ما الذي يؤمّن الاستقرار الأمني في لبنان؟
15 Jun 201717:00 PM
ما الذي يؤمّن الاستقرار الأمني في لبنان؟
المركزية

يكاد لا يمرّ يوم على البلاد لا يسجّل فيه شريطُ الاحداث المحلية إنجازاتٍ أمنية تحققها الاجهزة ضدّ التنظيمات الارهابية. فتارة توقف شبكات وطورا تحبط مخططات وأخرى تستهدف مسلحي الجرود، وقد أثمرت هذه الاجراءات الإستباقية الوقائية كلُّها، استقرارا ثابتا وأمنا ممسوكا بقبضة من حديد وسط محيط يغلي بالحروب والمعارك، وفق ما تقول مصادر سياسية متابعة لـ"المركزية".

والواقع ان الاجهزة الامنية والعسكرية لم تعد منذ سنوات في موقع الدفاع، بل انتقلت الى موقع المبادر والمهاجم في مواجهتها للارهاب، أكان في الداخل او على الحدود. وقد ساهم أكثر من عامل في بلوغها هذا المستوى المتقدم، أهمّها التنسيق الدائم والثابت بين الاجهزة وتبادل المعلومات فيما بينها من دون انقطاع وهذا ما أكده أخيرا الاجتماع الامني الذي عقد في وزارة الدفاع منذ 3 أيام وحضره وزيرا الدفاع يعقوب الصراف والداخلية نهاد المشنوق وقادة الاجهزة حيث توقف عند "التنسيق القائم بين مختلف الأجهزة، الذي أسفر في الأيام الأخيرة عن ضبط شبكات إرهابية كانت تخطط لاستهداف استقرار لبنان وأمنه وسلمه الاهلي"، وبحث في "عملية التنسيق بين الجيش وباقي وحدات الاجهزة الامنية في تكريس الأمن الوقائي، الذي من شأنه حفظ الامن وإحباط أي محاولات للعبث به". وليس بعيدا، أكدت المصادر ان ما يخرج الى العلن من انجازات المؤسسات الامنية هو غيض من فيض، فالتكتم ضروري لانجاح مهمة تعقّب الخلايا الارهابية وتوقيف عناصرها، وفي غالب الاحيان، تسليط الأضواء الاعلامية على عمل الاجهزة يعوق مهماتها.

ومن العوامل التي ساهمت في تفوّق الاجهزة وتعزيز فاعليتها أيضا، التقاء اركان المجتمع الدولي على ضرورة دعمها لوجستيا، لا سيما منها الجيش اللبناني، لمساعدته في المعركة على الارهاب المرابض على سلسلته الشرقية، فهؤلاء أدركوا أن أي انتكاسة على هذا الصعيد قد تُسقط الاستقرار في لبنان وتحوّل شواطئه الى منطلق لموجات نزوح الى أوروبا. من هنا، توالت العواصم الكبرى على مد الجيش بالهبات والسلاح، في حين ساهم أداء المؤسسة العسكرية في الميدان وحكمةُ قيادتها، في تعزيز الثقة الدولية به، فتسارعت وتيرة المساعدات التي تصلها الى ان بلغت نسبا غير مسبوقة في الآونة الاخيرة، بحسب المصادر التي تشير الى ان الدول المانحة لم تعد تفكّر "مرّتين" قبل الاستثمار في تطويره ومساندته، وسط رهانات كبيرة على دوره كـ"ضمانة". وفي السياق، أعربت السفيرة الاميركية في بيروت اليوم عن فخرها بجهود بلادها "لدعم الجيش وباقي القوى الأمنية لقيامهم بحفظ أمن بلدكم وشعبكم"، لافتة الى ان "الاستقرار والازدهار والتسامح والانفتاح والتفكير المستنير هنا، في هذا البلد، جيد لنا جميعا وجيد للشرق الأوسط الكبير واللعالم".

وسط هذه الاجواء، تطمئن المصادر الى ان مسار التطورات في سوريا والعراق حيث تتكثف وتيرة الحرب الدولية ضد "داعش"، لن تشعر الساحة اللبنانية بمفاعيله السلبية. "فالحدود مضبوطة بشكل شبه كامل، وقد نشهد بعض المناوشات والخروق المحدودة الا ان حصول أي تطور دراماتيكي أمر مستبعد". وتتحدث المصادر عن احتضان شعبي واسع للجيش من قبل أهالي عرسال ما يساعده في أداء مهتمه بأفضل وجه، وتقول ان مواكبته للنازحين السوريين الذين خرجوا من مخيمات المنطقة الى قراهم في سوريا السبت الماضي، ترك ارتياحا لدى كل الاطراف المعنية بالقضية، وقد يشجع الانتقال الذي حصل بسلاسة وهدوء، نازحين آخرين على اتخاذ الخطوة نفسها.