انتخاب بطريرك للكاثوليك: رشاوى وملفات وتدخلات
18 Jun 201706:43 AM
انتخاب بطريرك للكاثوليك: رشاوى وملفات وتدخلات
خاص موقع Mtv

يبدأ صباح غدٍ الإثنين سينودس طائفة الروم الملكيّين الكاثوليك الذي يلتئم لانتخاب خلفٍ للبطريرك المستقيل غريغوريوس الثالث لحام.

 

عاشت الطائفة، في العامين الماضيين خصوصاً، حالة تشرذمٍ شديد. المطارنة الذين يفترض أن يكونوا صانعي وحدة ومحبّة انقسموا في ما بينهم وقاطع عددٌ منهم سينودس الطائفة قبل عام، فتأجل لأشهر ثمّ شهد مصالحة كانت أقرب الى التسوية التي رعاها السفيران البابويّان في لبنان وسوريا، أعقبتها إقالة تحت عنوان الاستقالة للبطريرك لحام.

في ظلّ هذه الظروف، ينعقد السينودس الذي سبقته في الأسابيع القليلة الماضية حركة اتصالات استعداداً للانتخابات شهدت تدخلات سياسيّة، من لبنان وسوريا، وتمنّيات فاتيكانيّة، إما مباشرةً أو عبر السفيرين البابويّين. إلا أنّ الأخطر من ذلك كلّه هو بروز عامل المال بشكلٍ قويّ في ظلّ معلومات تؤكدها أكثر من جهة، روحيّة ومدنيّة، عن رشاوى يدفعها أحد المطارنة سعياً لانتخابه بطريركاً.

وتشير المعلومات الى أنّ المنافسة الأبرز على موقع البطريرك هي حاليّاً بين المطرانين جوزيف عبسي (٧١ عاماً) وعصام درويش (٧٢ عاماً) مع بروز احتمال وصول المطران جان جنبرت (٧٤ عاماً) كمرشّح تسوية، علماً أنّ الثلاثة من سوريا.

وتؤكد مصادر روحيّة أنّ المطران عبسي هو الأوفر حظاً لبلوغ سدّة البطريركيّة، وهو يملك أكثريّة وإن لم تبلغ ثلثي أصوات المطارنة الثلاثين الذين يتألف منهم السينودس. ويعتمد عبسي على ثقة الفاتيكان، على عكس درويش الذي وصلت الى دوائرها الكثير من الملفات عنه في السنوات الأخيرة، علماً أنّ المصادر تتحدث عن ثلاثة ملفات كبيرة تواجه مطران زحلة والفرزل وتوابعهما الذي تشهد علاقته مع غالبيّة مرجعيات زحلة السياسيّة توتراً شديداً، حتى أنّ الوزير الراحل الياس سكاف قال لبعض من التقاهم قبيل رحيله "المطران درويش رح يعذّبكن".

 

 

وما يعترض وصول درويش الى الموقع الأول في الكنيسة الملكيّة الكاثوليكيّة الحرص الفاتيكاني على عدم استمرار حال التشرذم التي تشهدها الطائفة، خصوصاً أنّ خصومه بين المطارنة والسياسيّين كثر. وتتحدّث المصادر عن أنّ الخيار الأول لدى الفاتيكان قد يكون المطران جورج بقعوني (٥٥ عاماً) الذي كسب ثقتها نظراً للإنجازات التي حقّقها في أبرشيّته ولخلوّ سجلّه من أيّ شائبة، إلا أنّ الفاتيكان، وفق المصادر، يميل الى التدخل لمنع وصول الشخص غير الملائم أكثر من التدخل لوصول مرشّح معيّن. بكلامٍ آخر، قد يمنع الفاتيكان انتخاب درويش ولن يتدخل لوصول بقعوني أو غيره.

 

 

سيجتمع مطارنة الطائفة الكاثوليكيّة صباح الغد في رياضة روحيّة تسبق الاجتماعات الهادفة لانتخاب بطريرك جديد على رأس طائفة عريقة. فهل يكون مطارنة الطائفة على قدر المسؤوليّة التاريخيّة ويختارون من ينهض بالكنيسة والطائفة بعد طول شرذمة وانقسامات؟