أعادت قضيّة توقيف الفنّانة أصالة نصري، بتهمة حيازة المخدرات وثبوت تعاطيها، إلقاء الضوء على مدى انتشار تعاطي المخدرات في صفوف الشخصيّات المعروفة، في السياسة والفنّ والإعلام.

تتيح متابعة الإعلام المصري اكتشاف مدى انتشار تعاطي المخدرات في أوساط السياسيّين والفنّانين وحتى الإعلاميّين المصريّين. هناك أسماء معروفة جدّاً ارتبط اسمها بالمخدرات تعاطياً، وأحياناً إتجاراً. أما في لبنان، فلا يقلّ الأمر سوءاً، ولو أنّ التكتّم هنا يبقى غالباً سيّد الموقف.

يقول المتابعون لهذا الملف، عبر القنوات الرسميّة، إنّ المخدرات منتشرة في صفوف عدد من السياسيّين المعروفين في لبنان. نعم، هناك من يتعاطى المخدرات من بين الشخصيّات السياسيّة المعروفة، أقلّه في بعض المناسبات الخاصّة. والأسوأ هو انتشار المخدرات في صفوف أبناء بعض السياسيّين الذين لا تقترب منهم عادةً الأجهزة الأمنيّة، ومن بين هؤلاء من يتعرّض لمشاكل صحيّة ناتجة عن الإدمان.

أما بين الفنّانين فانتشار تعاطي المخدرات أكبر بكثير. هناك لائحة طويلة تضمّ مغنّين وملحنين وكتّاباً، يُضاف إليهم عددٌ قليل جدّاً من الممثّلين، الذين يتعاطون المخدرات في منازلهم أو حتى في بعض السهرات العامّة، ولكن بعيداً عن أعين الناس. ويلاحظ أنّ عدداً غير قليل ممّن يدخلون الوسط الفنّي ينجرفون في البداية الى تعاطي المخدرات على سبيل اكتشاف "الحياة الجديدة"، ومنهم من يدمن على تعاطيها ومنهم من يعلن "التوبة" فيبتعد عن هذه الطريق ويكتفي، في بعض الأحيان، بشرب الكحول باستمرار.

ويتمثّل بعض هؤلاء الفنّانين بأسماء كبيرة فنيّاً في لبنان والعالم العربي اقترن اسمها بتعاطي المخدرات كوسيلة لـ "السلطنة"، أو بلوغ مرتبة متقدّمة من الانخطاف الفنّي.

ولم ينجُ الجسم الإعلامي أيضاً من "لوثة" تعاطي المخدرات، ولو أنّ "المتورّطين" هنا ليسوا كثراً. تتحدّث المصادر في هذا المجال عن عددٍ محدود من المتعاطين خصوصاً ممّن هم على تماسٍ دائم مع الفنّانين، يتأثّرون بهم ويعيشون معهم ويرافقونهم في رحلاتهم الخارجيّة.

ليست أصالة الأولى ولا الأخيرة إذاً. إلا أنّ ذلك لا يمنحها صكّ براءة. ولعلّ من المفيد أن يعرف الجمهور، الذي يتحمّس للفنّان الى حدّ التأليه، أنّ هذا الفنّان يكون، في أحيانٍ كثيرة، بعيداً كلّ البعد عن الصورة التي يرسمونها عنه في مخيّلاتهم. ووراء الصوت الجميل يختبئ، في بعض الأحيان، واقعٌ بشع...