المركزية
أثارت دردشة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية على هامش ورشة بعبدا الحكومية، العديد من التساؤلات حول العلاقة بين الحزبين الجارين وإمكانية الشروع في تأسيس حلف سياسي بينهما. وكان نائب رئيس الحكومة وزير الصحة القواتي غسان حاصباني أعلن عن الشروع في بناء علاقة مع تيار المردة، فهل ستشهد دائرة الشمال الثالثة جسراً بين بشري وزغرتا؟
ولطالما أكدت القوات اللبنانية أن الثنائية المسيحية لا تهدف الى اقصاء أحد والتحالف مشرّع أمام مختلف القوى الاخرى، لتوسيع دائرة التفاهم من منطلق حرصها على مد جسور مع الجميع، وظهر ذلك جليا في دور الوسيط الذي لعبته القوات على صعيد قانون الانتخاب. أما بالنسبة للعلاقة مع تيار المردة، فبالرغم من التباعد في النظرة الاستراتيجية للواقع السياسي، فقد كان هناك تلاقٍ على صعيد الملفات الحياتية وتحديدا في ملف الكهرباء على طاولة مجلس الوزراء. والتلاقي لم يقتصر على الملفات، إذ جاءت مصافحة جعجع-فرنجية في بعبدا لتسلط الضوء على العلاقة بينهما، في ظل ظهور بوادر ايجابية من بنشعي، واعلان النائب فرنجية انفتاحه على الجميع.
أوساط قواتية أشارت عبر "المركزية" الى أن "علاقة القوات مع مختلف القوى السياسية جيدة، ومع بنشعي لم تنقطع بالرغم من دعمنا للرئيس ميشال عون في الانتخابات الرئاسية"، موضحة أن "ليس لدينا مشكلة مع المردة على المستوى المناطقي، وهناك تباينات كبرى في النظرة السياسية، لكن ذلك لا يمنع أن التلاقي مستمر على أرض الواقع. أما التحالفات فمبكر الحديث عنها اليوم، فأي من الافرقاء لم يحسم تحالفاته بعد، حيث أن القانون الجديد يتيح لكل طرف أن يعكس حجمه الحقيقي بمعزل عن تحالفاته"، مشيرة الى أن "الاولوية حاليا للعمل على الماكينة الداخلية، ولكن هذا لا يمنع عقد تحالفات وفق التطورات المفتوحة على كل الاحتمالات"، مضيفة "القوات لديها تحالفاتها في الشمال وواقعها السياسي، ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض حليف وصديق لها"، لافتة الى أن "أي تحالف ستعقده يستدعي الاخذ بالاعتبار حجم القوات في المنطقة وصداقاتها وعلاقاتها".
وتتابع الاوساط "لا مانع من عقد لقاء ثنائي بين جعجع وفرنجية، وهما التقيا أساسا في بكركي في الاجتماعات الرباعية أو الموسعة التي عقدت عام 2015. أما عن امكانية تأسيس تحالف انتخابي بين الحزبين، فمن الواضح أن لكل فريق تموضعه السياسي على المستوى الوطني، الامر الذي لا ينعكس سلبا على التلاقي في المواقف، فقد التقيا في الورشة الحكومية في بعبدا على التركيز على الملفات الحياتية، ووضع السياسية منها جانبا"، وختمت بالقول "اللقاء مهم لكن ليس مطروحا حاليا، وعدم حدوثه لا يعني إشارة سلبية، بل يبقى رهنا للظروف".