كما زياراته المفاجئة الى لبنان التي تترك خلفها الكثير من التحليلات عن توقيتها واسبابها, هكذا كان تأثير تغريدة وزير الدولة السعودية لشوؤن الخليج العربي ثامر السبهان والتي وصف فيها "حزب الله" بحزب الشيطان، معتبرا انه يقوم بجرائم لا انسانية ستؤثر حتما على لبنان ورأى ان على اللبنانيين الاختيار معه او ضده.
كلام السبهان العالي النبرة جاء ردا على حديث لعضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي نهار الاثنين، والذي اعتبر ان العلاقة مع النظام السعودي في ظل إرهابه وإجرامه ضد اليمن، هي ضد المصالح الوطنية اللبنانية والموقف العربي والإنساني ودعا العالم المتحضر إلى محاكمة آل سعود على جرائمهم.
هذا التراشق الاعلامي يأتي في فترة تشهد انفتاحاً ولو طفيفاً بين السعودية وايران ولعل آخر فصوله شكر ايران للسعودية على حسن ادارة الحج والقول إن الفرصة سانحة لاجراء مفاوضات وفي هذا الاطار كتبت صحيفة "رأي اليوم" التي تصدر في دبي ان السعودية اصدرت تعليمات لكتابها وأجهزة اعلامها بعدم توجيه أي انتقادات او هجمات على ايران وأبناء المذهب الشيعي.. والوفد الدبلوماسي السعودي سيزور طهران خلال أيام لإعادة "ترميم" السفارة السعودية تمهيدا لافتتاحها في غضون اشهر معدودة.
ولكن هذه الاجواء الايجابية سرعان ما نسفها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي قال في تصريح ناري له ان ايران تزعزع استقرار المنطقة من خلال "حزب الله" والهجمات الإرهابية , لافتا الى ان تصريحات نظيره الإيراني عن تقارب بين البلدين أمر مضحك, لأن ايران اذا ارادت تقاربا عليها تغيير سياساتها. وأضاف الجبير ان التبادلات الدبلوماسية مع إيران بخصوص ترتيبات الحج لا تمثل تطبيعا ولا علاقة لها بالسياسة.
على الصعيد الداخلي رد رئيس الحكومة سعد الحريري على لسان النائب عقاب صقر على الموسوي ببيان قال فيه صقر: "مؤسف انه بدل ان يعمد الحزب الى معالجة فضيحة بيان الدعوة الى حماية مقاتلي وعائلات داعش في باصاته المكيفة، نراه يذهب عبر جماعاته وبعض نوابه الى هجوم مرتجل على السعودية، بما يتنافى مع أبسط مقومات المصلحة الوطنية، ويرفع وتيرة التشنج تجاه الخليج، الامر الذي استدعى ردا غير مسبوق" وفق صقر، فهل ستؤثر هذه النبرات العالية على الوضع الداخلي او تفرض واقعا سياسيا جديدا اكثر انقساما؟
اما بالنسبة الى تأثير التوتر على عمل الحكومة فيرى خوري ان الحكومة "يلي فيها مكفيها" من مشاكل في الشأن الداخلي وهي كفيلة وحدها بتفجيرها, لكن القرار السياسي المشترك اليوم هو الحفاظ على هذه الحكومة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك