واقع الحكومة في الداخل لا يشبه بشيء التصريحات في الخارج، فرغم كل التصعيد الذي سبق الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء في مختلف الاتجاهات، إلا أن التوافق كان سيد الموقف داخل الجلسة، ما يعكس رغبة ضمنية جماعية بالحفاظ على "الوضع القائم"، الامر الذي تجلى في خطاب السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء، فكيف تلقف تيار المستقبل هذه الدعوة؟
عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أشار عبر "المركزية" الى أن "الداخل اللبناني لا يعني للسيد نصر الله كثيرا، الا انطلاقا من مدى تأثيره على الوضع الاقليمي للحزب، بعد أن بات حزبه عابرا للحدود"، معتبرا أن "دعوة نصر الله للتهدئة تأتي في سياق التفرغ للوضع السوري، حيث يلف الغموض نفوذ إيران والحزب"، لافتا الى أن "الكلام عن تحقيق إيران ومن خلفها "حزب الله" التقدم على حساب المحور الآخر عار عن الصحة، كون حصة إيران مع الوجود الروسي غير مضمونة، و"حزب الله" سيبقى مرتابا من الوضع الاقليمي ما دامت حصة إيران غير واضحة ولم تتأمن بعد"، مؤكدا أن "سياسة الحزب تحددها إيران وكونها لم تحسم موقعها اقليميا، سيظل الوضع اللبناني غير محسوم".
وعن العلاقة مع التيار الوطني الحر والازمة المتفاقمة حول التواصل مع النظام السوري، قال "تيار المستقبل يبني تحالفاته على القطعة، فكل ما يساهم في إرساء الاستقرار الداخلي والتهدئة سنعمل على تحقيقه، أما الخطوط الحمر المرتبطة بالعلاقة مع سوريا فسنكون لها بالمرصاد".
وأضاف "التيار الوطني الحر يعمد عبر التواصل مع النظام السوري الى تسديد ديونه الى حلفائه، وهذا لا يعني أننا ملزمون بمجاراته"، مشيرا الى أن "التمادي بموضوع التفاوض مع الحكومة السورية سيوصل العلاقة بين التيارين الى القطيعة". أما عن غياب "الازرق" عن زيارة وزير الخارجية جبران باسيل الى عكار، فاعتبر أن "بغض النظر عن وجود قطيعة أو لا، الوزير باسيل لا يتمتع بحضور شعبي في عكار".
وبالنسبة الى المبادرة السعودية الجديدة حيال لبنان، وفريق 14 آذار تحديدا وموقع تيار "المستقبل" والكلام عن اشراك الوزير أشرف ريفي فيها، قال "لننتظر الى أين ستؤول الامور، لكن الاكيد أن هناك إعادة تموضع، ورغم أن التوجه حتى الآن غير واضح إلا أن الاكيد أنه لا يمكن إعادة إحياء 14 آذار بمعزل عن "المستقبل" والرئيس سعد الحريري"، مشيرا الى أن "المصالحة مع ريفي مرتبطة بمدى تعقله".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك