يمكن أن يمتد تأثير تغير المناخ إلى أبعد مما نتصور، مع زيادة الاضطرابات الجوية على متن الطائرات بنحو 3 مرات، بحلول عام 2050، وفقا لدراسة جديدة. ويأمل الباحثون أن تؤثر نتائجهم على أنظمة التنبؤ بشكل أفضل، ما يساعد طاقم الطائرة على الحفاظ على سلامة الركاب.
وأنشأ باحثون من جامعة "ريدينغ"، نموذجا رياضيا للتنبؤ بكيفية تأثر الاضطراب في الهواء النقي (وهو النوع الأكثر قوة)، بالظروف العالمية، بين عامي 2050 و2080.
وتشير النتائج التي توصل إليها فريق البحث، إلى أن معدلات الاضطراب على الرحلات الجوية في جميع أنحاء أوروبا، ستزداد بنسبة 160%، في حين يمكن أن تشهد الرحلات على بعض المسارات فوق الأطلسي، زيادة في الاضطرابات بنسبة 180%.
ويقدر الباحثون أن معدل الإصابات على الرحلات الجوية سيتضاعف بمعدل 3 مرات، بحلول عام 2050، وفقا للزيادة المتوقعة في الاضطرابات.
وقال البروفيسور بول ويليامز، الذي قاد الدراسة: "الاضطراب الجوي يتزايد في جميع أنحاء العالم، في جميع المواسم وعلى ارتفاعات متعددة. وستزداد هذه المشكلة مع استمرار تغير المناخ"، وأضاف موضحا: "تسلط دراستنا الضوء على الحاجة إلى تطوير عملية التنبؤ بالاضطرابات، ما قد يقلل من خطر إصابات الركاب وخفض التكاليف الناجمة عنها".
وركز الباحثون في دراستهم على الاضطراب الجوي في الهواء النقي (CAT)، وهو غير مرئي ولا يمكن رصده عبر الرادارات، كما أنه قوي بما فيه الكفاية لتحريك الركاب والأمتعة داخل مقصورة الطائرة.
بهذا الصدد، قال السيد لوك ستورر، المشارك في الدراسة: "في حين لا يشكل الاضطراب عادة خطرا كبيرا على الرحلات الجوية، إلا أنه المسؤول عن المئات من إصابات الركاب سنويا".
ويشير فريق البحث إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي تزيد من خطر الاضطرابات الجوية، من خلال عدم استقرار الرياح على ارتفاعات عالية. ويظهر نموذج الباحثين كيف أن الاضطرابات الشديدة على المسارات الجوية شمال المحيط الهادئ، ستزداد بنسبة 90%، كما ستزداد في أميركا الشمالية بنسبة 110%.
أما في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، فمن المتوقع أن ترتفع الاضطرابات الشديدة بنسبة 50% فوق أستراليا وأفريقيا، وبنحو 60% فوق أميركا الجنوبية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك