سلمت "الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب" اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر، شاحنة نقل نفايات تقدمة من جمعية "مساندة الشرق" الألمانية، خلال احتفال في كنيسة "سيدة البرج" في بلدة دير الأحمر، حضره النائب الألماني ماركوس رندر شبراخر، رئيس جمعية "مساندة الشرق" كريستيان سبرنجر، كاهن الرعية المونسنيور ملحم شيت الديراني، رئيس جمعية الدراسات رامي اللقيس، رئيس اتحاد منطقة دير الأحمر جان فخري، رؤساء بلديات: دير الأحمر لطيف القزح، عيناتا ميشال نصر رحمة، القدام أنطوان حدشيتي، الزرازير طعان حبشي، بشوات حميد كيروز، اليمونة طلال شريف، نبحا غسان كيروز، كفردان مهدي زعيتر والرام - الجوبانية عبدو نون، مغنية الأوبرا الفنانة الألمانية فرانسيسكا رابل وفاعليات اجتماعية.
وتحدث اللقيس فقال: "نحن اليوم نلتقي بمبادرة وتنسيق بين اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر ومؤسسة جمعية مساندة الشرق، والمسألة ليست شكلية بتسليمنا سيارة نقل نفايات، وإنما نريد معالجة مشكلة النفايات في هذه البيئة الجبلية الزراعية، لذا المطلوب منا العمل بطريقة إنمائية وليس سياسية، فالسياسة تحمل التراشق حول من يقوم بالعمل، ولكن الإنماء يفرض علينا الشراكة في تحمل المسؤولية، والشراكة بين المواطن والسلطة المحلية وهيئات المجتمع المدني لدفع عملية الإنماء".
أضاف: "ان تقديم سيارة لجمع النفايات لا يحل المشكلة، لذا المفترض أن يكون لدينا الوعي والإيمان بالشراكة للقيام بخطوات لمعالجة مشكلة النفايات". وتابع: "الجمعية ستقوم في بلدة عيناتا بتوزيع حاويات لفرز النفايات من المصدر، كخطوة يليها خطوات لاحقة، وأحببنا أن نلتقي في هذا المكان لإضفاء قداسة على هذه القضية لأن موضوع النظافة مرتبط بصحة الناس".
وختم: "يجب تفعيل العلاقة بين السلطات المحلية والمؤسسات الدولية المانحة والمجتمع المدني لنقدم معا منتجا اسمه أصبحنا قادرين على معالجة مشكلة النفايات أو أصبحنا على المسار السليم لمعالجة المشكلة".
بدوره، قال القزح: "ما أجمل العطاء وما أثمنه، وخاصة إذا كان من القلب لا من اللسان، بأن تعطي الإنسان شيئا بحاجة إليه، لأنك تزرع الفرح في قلبه والأمل في نفسه".
وتابع: "هديتكم تساهم في حل معضلة كبيرة نعاني منها بمرارة من كافة البلدات ومن مخيمات النازحين السوريين، وإن كانت لا تلبي الحاجة ولكن كما قال الإمام علي القليل أكثر من الحرمان، فإننا لم نترك بابا إلا طرقناه فلم نلق سوى الوعود". وختم: "بلداتنا تعاني مشاكل عديدة، ولكن المشكلة الرئيسية هي وجود النازحين السوريين على أرضنا، فلم يعد لدينا القدرة على استيعابهم، وخاصة أن إيرادات بلدياتنا قليلة والمتطلبات كثيرة".
وشدد فخري على أن "المبدأ القائم على التعاضد الإنساني والمساعدة هو أرقى وأسمى المبادىء"، وقال: "جمعية مساندة الشرق تجسد هذا التعاضد، فتمد يد المساعدة عبر الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب التي ولدت من رحم معاناة وحاجات البقاع الشمالي لمساعدة كل الإنسان".
أضاف: "نعمل دون كلل أو ملل لتحسين ظروف الحياة في هذه المنطقة من خلال المشاريع، خصوصا للحفاظ على بيئة سليمة ونظيفة، ومنها حل مشكلة النفايات التي تشكل عبئا لا يمكننا تحمله، وحلها يتطلب مشاركة حقيقية وفعلية ودعما من المجتمع المدني والجمعيات والدولة". وتابع: "أطلقت جمعية الدراسات مبادرة نموذجية في بلدة عيناتا للفرز من المصدر سنسعى لإنجاحها، ليصار فيما بعد الى إعادة تدوير النفايات، ونحن نعتبر أن بيئتنا هي ثروتنا وسنعمل جاهدين بكل الوسائل للحفاظ عليها والتخلص من المكبات العشوائية والعمل على الحلول الملائمة".
بدوره، قال سبرنجر: "أنا سعيد جدا اليوم لأنني في لبنان مع الصديق رامي اللقيس وفريق العمل، ورحلتي الأولى إلى لبنان كانت قبل حوالي 30 سنة، وأزور بعلبك باستمرار لأنني أحبها".
أضاف: "عندما طلبت من ميونيخ سيارة نقل النفايات كان الجواب أن هذا لا بعتبر عملا إنسانيا، وإنما العمل الإنساني هو بتقديم خيم وفرشات أو طعام، وأجبتهم بأن السيارة تساهم بحل مشكلة النفايات وهذا عمل إنساني يخفف الضرر الصحي عن الناس".
وتابع: "من خلال عملي كممثل كوميدي في التلفزيون والمسرح، ذكرت للمشاهدين أن لبنان الذي يبلغ عدد سكانه ما يقارب الأربعة ملايين نسمة يستضيف مليونا ونصف مليون نازح سوري، في حين أن أوروبا التي يبلغ عدد سكانها 700 مليون نسمة تستقبل بين مليون ونصف ومليون لاجىء سوري، ينبغي أن نغير نظرتنا في أوروبا بألا نكتفي بمساعدة النازحين فقط، بل يجب أن نساعد أيضا المجتمعات المضيفة لهم".
أما شبراخر فقال: "هذه زيارتي الأولى إلى لبنان، وقد فوجئت بكرم ضيافتكم ومحبتكم، كما سررت بأني وجدت العاصمة بيروت مدينة رائعة، وهذا كان بالنسبة لي مؤثر جدا".
وأضاف: "تأسست جمعية مساندة الشرق عام 2012 في ألمانيا وهي جمعية محترمة، بدأت عملها بشكل خاص في بافاريا وتقوم بالسعي لتقديم المساعدات الإنسانية، وهي تتعاون مع شركاء محليين في أكثر من بلد، ومنهم الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب في لبنان وشركاء يسعون لتقديم المساندة المطلوبة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك