التقى أكثر من 60 شخصية شيعية معارضة في فندق "مونرو" أول من امس وأصدروا وثيقة سياسية بعنوان "مدني"، معلنين البدء بورشة ترتيب "البيت الشيعي المعارض" قبل الانتخابات النيابية، والهدف كما لم يعد سراً تشكيل لوائح تخوض الانتخابات في المناطق ذات الأكثرية الشيعية، وتقديم خيار مختلف يشكل نموذجا الى حد التناقض مع ثنائية "حركة أمل" و"حزب الله".
وقد ركزت الوثيقة السياسية على عناوين ثابتة أبرزها عنوان "بناء الدولة ومواجهة الدويلة"، مع تقديم رؤية مختلفة لواقع الطائفة الشيعية وأولوياتها الوطنية، تحت عنوان "نحن لبنانيون أولاً وشيعة ثانياً، نرفض الفتنة وهدر الدم وتأييد نظم الاستبداد"، وهي إشارة الى رفض الفتنة السنية ـ الشيعية، ورفض انخراط "حزب الله" في القتال الى جانب النظام السوري.
وشددت على أولوية التغيير داخل الطائفة الشيعية، واعتباره مدخلا الى كسر الانسداد الوطني.
ويقول المنظمون أن البداية كانت بداية حقيقية لتحرك يطمح الى أن يكتسب شخصية مستقلة، وهذا ما سيرتب عليه الاستمرار في محطات مقبلة يتم الإعداد لها بتأن لكي لا تسجل أي "دعسة ناقصة"، أما التحاور مع بقية مكونات المعارضة فهو قائم بالمفرق على أن يحصل باسم اللقاء بعد نضوج عدد من الخطوات التنظيمية التي ستحدد شكل اللقاء وآلية عمله، وتشير الى أن العمل في المناطق سيتم تفعيله، لأن الاقتصار على الاجتماعات "من فوق" لا يغني عن التواصل مع القواعد الشعبية ومع النخب الشيعية التي تريد التقاط أول فرصة أو مؤشر للتغيير، وهذا التغيير بات ممكناً، ولن يكون إقفال الطائفة الشيعية على ثنائية "حركة أمل" و"حزب الله" ممكنا خصوصاً في ظل قانون الانتخاب الجديد، الذي يمكن أن يكسر هذا الإقفال للمرة الأولى منذ التسعينيات.
المعارضة الشيعية في لبنان هي التي تضم في صفوفها ناشطين وسياسيين وإعلاميين ومثقفين وأكاديميين، وتلتقي على معارضة سياسات الثنائي الشيعي ("حزب الله" و"حركة أمل") الذي يسميهم "شيعة السفارة" (في إشارة الى علاقة مزعومة لهؤلاء بالسفارة الأميركية)، وقد تم تظهيرها في الآونة الأخيرة عندما جرى التمديد للمجلس الشيعي الأعلى، وقامت معارضة في وجه هذا التمديد الذي يعزز وضع اليد الحزبية على المرجعية الدينية السياسية الرسمية الأعلى للشيعة في لبنان.
ولكن هذه المعارضة الشيعية لم تنتظم في جبهة واحدة وظلت مفككة حتى الآن، كما أنها لم تتوسع ولم تتكاثر، وتقول أوساط فيها ان التجربة في السنوات الماضية غير مشجعة، خصوصا من جهة تيار المستقبل الذي اعطى أولوية مطلقة للرئيس نبيه بري والعلاقة معه، وحرص على عدم إغضابه، والذي قدم في نهاية الأمر تنازلات مهمة لـ"حزب الله" وانخرط في "حوار مستدام معه".
وتضيف هذه الأوساط: "كان من الواضح منذ البداية أن لا مكان سياسيا ً لأحد من هؤلاء، فعندما دقت ساعة الحقيقة ومد تحالف "أمل" و"حزب الله" يده للتحالف مع سعد الحريري ووليد جنبلاط وكان الاتفاق الرباعي الشهير، منع حبيب صادق من حضور اجتماع البريستول، وكانت الرسالة واضحة: "أنتم ورقة نهديها لطائفتكم في ساعة الوئام".
وفي حينه كان الخطأ المؤسس، إذ لم يعترض أي من الشيعة المنشقين، وبدا الانشقاق التحاقاً، وإمعاناً بالالتحاق، وها هم أنفسهم أصدقاؤنا مستمرون بالتحاقهم ويقفون وراء من أقفل البريستول في وجههم يباركون له توريث نجله زعامة الطائفة والحزب.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك