فيما يواصل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل خوض ما يسميها "معارك المواطن اللبناني" من تحت قبة البرلمان، كما في المؤتمرات الصحافية يستعد أنصاره ومحازبوه لجولات مناطقية في إطار حملة "ناس 2018"، التي أطلقها الكتائبيون أمس من منطقة الجميزة في حضور الجميل. وإذا كانت الصيفي تهدف من هذا التحرك إلى تعزيز احتكاكها المباشر بالمواطنين والاطلاع على همومهم، فإنها ليست الطرف الوحيد في هذه الحملة، ذلك أن عددا من معارضي النهج الذي يحكم المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد منذ نحو عام، أرادوا المشاركة، وإن كان ذلك سيدفع البعض إلى اتهام أطراف هذه الحملة بالشعبوية، وهو ما تواجهه المعارضة الكتائبية منذ فترة.
نائب الأمين العام لحزب الكتائب باتريك ريشا أوضح لـ"المركزية أن "حملة ناس 2018 عمل مشترك بيننا وبين مجموعة من المستقلين، ذلك أن مواقف الحزب الأخيرة دفعت عددا كبيرا من المواطنين إلى التواصل معنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإن كانوا لا يريدون الانتماء إلى أحزاب سياسية، لذلك، دعمنا فكرة إنشاء حملة تواصل مع الناس تمتد من اليوم وحتى الانتخابات النيابية".
وأشار ريشا إلى أن "الحملة تقسم إلى ثلاث مراحل أساسية: الاستماع إلى مشكلات الناس وهمومهم، وهو ما يستغرق شهرا ونصف الشهر تقريبا، تليه صياغة المشروع الانتخابي، في مدة شهر، على أن يوزع هذا المشروع مع المرشحين والمتطوعين في المرحلة الأخيرة".
وشدد على أن "المشاركين في هذه الحملة أناس يرفضون الطريقة التي تتعاطى فيها السلطة مع الملفات، إضافة إلى أنهم سياديون ويرفضون السلاح غير الشرعي، إلى جانب كون بعضهم من أصحاب التطلعات اليسارية على المستوى الاجتماعي".
وفي ما يتعلق بالمراحل المقبلة من هذا التحرك، لفت إلى أن "برنامج الأسبوع سيعلن يوميا على صفحات الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، وستكون الانطلاقة يوم الاثنين من ساحل المتن، على أن نتوجه بعدها إلى الجبال ومراكز الاصطياف قبل انتهاء الموسم، لا سيما في أعالي المتن والبترون وكسروان".
وتعليقا على احتمال اتهام الكتائب وأصحاب الحملة بالشعبوية عشية الاستحقاق النيابي، شدد ريشا على أن "القرب من الناس ليس اتهاما، خصوصا أننا منهم. كل ما في الأمر اتخذنا قرارا واضحا بمواجهة كل الشوائب والأخطاء التي نراها. وإذا تكلمنا بلغة الناس، يتهموننا بالشعبوية، وإذا سجلنا نتيجة معينة، واعترفوا بها، تزول هذه التهمة. على كل حال، من الطبيعي ألا يعترف الخصوم السياسيون للمعارضة بإنجازاتها، ونحن نعتبر أننا نسجل الأهداف، ونعمل طبقا لما يمليه علينا ضميرنا"، لافتا إلى أن "الحملة ستساعدنا كثيرا، خصوصا أن الجولة الأولى منها في الأشرفية ومار مخايل أتاحت لنا التماس حرقة الناس، بدليل أن المتطوعين ملأوا في ساعتين من الوقت 600 استمارة وزعت على المارة والناس".
وعما إذا كانت "ناس 2018" أول غيث حملات الكتائب الانتخابية، نبه ريشا إلى أن "الانتخابات لا تقتصر على هذه الحملة لأننا نعمل للاستحقاق كل يوم. لكن يمكنني القول إن يوم أمس شهد إطلاق آلية العمل على الأرض في الانتخابات".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك