ليس الوحش من يقتل فقط، وليس أيضا من يصرخ ويحدث جلبة، ففي شوارعنا، وبالقرب من منازلنا وفي مدارسنا وحوش أشرس بكثير.
دائما ما نسمع عن العنف الذي يتعرض له الاطفال في المدارس، حيث ان الضرب مباح في بعض منها وكلّ ما قد يخطر للمدرّس فعله، فالتربية تبدأ هنا! نسمع عن قصص كثيرة وصل بعضها إلى حدود الشكوى لدى وزارة التربية من جراء ما حلّ بأولادهم، إلا أن القصة التي سنعرضها في هذه السطور تختلف كثيرا، فهي لم تحصل في مدرسة إنما في حضانة، حيث أعمار الأطفال لا تتخطى الـ3 سنوات، ناهيك عن الأسلوب وطريقة إخفاء ما حصل.
فقد تعرّض طفل في إحدى الحضانات في مدينة طرابلس للضرب المبرح على وجهه كما على أنحاء جسمه من قبل إحدى المشرفات عليه، ولما لاحظت الأخيرة أن ندوبا ظهرت على وجه الطفل نتيجة إيذائه، قامت بالرسم على وجهه كي تخفي آثار ما اقترفته.
وحينما عاد الطفل إلى المنزل، لم يتوقف عن البكاء، ولم تفهم الوالدة ما حصل، إلا حين قامت بغسل وجهه لإزالة الألوان والرسم عنه، لتفاجأ بآثار ضرب و"قضم".
بالتأكيد يصحّ القول هنا، إن من فعل ذلك إنما هو وحش، لا يدرك للإنسانية معنى، وهو ليس أهلا بأن يكون مشرفا على تربية طفل صغير...
وامام هذه الواقعة، لا بدّ من طرح علامة استفهام حول الأسس التي يتم على أساسها اختيار المشرفات في حضانات الاطفال، فهل يخضعن لاختبار نفسي وعملي؟ وهل تتم مراقبة طريقة تعاملهن مع الأطفال للتأكد من كفاءتهنّ؟ أسئلة يجب طرحها وإيلاؤها اهمية كبيرة لأنه في كثير من الأحيان ما تكون سلامة اولادنا مرتبطة بهنّ!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك