أقام "مركز سرطان الأطفال في لبنان" عشاءه الخيري السنوي في حدائق قصر سرسق، احتفالا بعيده الخامس عشر، وكشفت خلاله رئيسة مجلس الأمناء السيدة نورا جنبلاط أن "المركز يعتزم بناء مستشفى متخصص للأطفال المصابين بالسرطان في بيروت في المستقبل القريب"، معولة على استمرار تبرعات داعميه.
وشارك أكثر من 600 ضيف في العشاء الذي يعتبر أحد أبرز نشاطات جمع التبرعات لتمويل عمل المركز سنويا، أبرزهم اللبنانية الأولى ناديا الشامي عون، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب ميشال موسى، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، السيدتان منى الهراوي ووفاء سليمان، الرئيس تمام سلام وعقيلته السيدة لمى، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية إليزابيث ريتشارد، السفير البابوي المنتهية ولايته غابريال كاتشا، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، النواب وائل أبو فاعور وروبير غانم وبطرس حرب وهنري حلو وناجي غاريوس ونبيل دو فريج ونعمة طعمه، الوزراء السابقون روني عريجي ومحمد جواد خليفة وريمون عودة، رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت جمال عيتاني، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري ونائب رئيس الجامعة عميد كلية الطب الدكتور محمد الصايغ، السيدة روز شويري وعدد من الديبلوماسيين والشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والوجوه الفنية والإعلامية.
واسترجعت جنبلاط في كلمتها تاريخ المركز منذ افتتاحه في 12 نيسان 2002 وما شهده خلال الأعوام الخمسة عشر المنصرمة من "نجاحات وإخفاقات"، مستذكرة "وجوها طرية جاءت حائرة بائسة فطبعت على وجهها بسمة الوعد بالحياة". وقالت: "خيارنا كان الاندماج مع الأطفال بالآمهم وأمالهم، فأصبحنا أسرتهم وجزءا من علاجهم. قمنا بذلك بكل محبة وإلتزام، ووقفنا إلى جانب الطفل وقدمنا له من علمنا وعاطفتنا".
وقالت: "المركز أصبح مركزا إقليميا رائدا بفضل الفريق الطبي والإداري المحترف وبفضل كل الخيرين من داعمين ومتطوعين واكبوا مسيرة المركز، وطبعا بفضل إلتزام مجلس الأمناء الذي قطع على نفسه تحقيق حلم داني توماس بألا يموت أي طفل في فجر الحياة. عمل المركز منذ افتتاحه واستمر على الثوابت ذاتها التي تقوم على تحدي أصعب أمراض الأطفال بأعلى درجات الإنسانية والتطور الطبي المتكامل وخدمة أي طفل في المجتمع دون تفرقة أو تمييز. وقوة المركز تكمن في شراكته مع مستشفى سانت جود للأبحاث ومع المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت".
ووصفت "سانت جود" بأنه "المستشفى الأول في العالم في ما خص الأبحاث والعلاجات السرطانية عند الأطفال"، وذكرت بأن "الجامعة الأميركية العريقة والرائدة في العالم العربي، أعطت مركز سرطان الأطفال خبرة ومعرفة إستثنائية لتحقيق الإنجازات الطبية ووصول معدلات الشفاء إلى 80 في المئة". وأشارت إلى أن "المركز يستقبل ما يزيد عن 50 طفلا يوميا لتلقي العلاج، وتماشيا مع رؤية 2020 للمركز الطبي للجامعة ومشروع Go Global لمستشفى سانت جود في الولايات المتحدة، يتعهد توسيع خدماته لأكبر عدد من الأطفال في لبنان والمنطقة العربية من خلال بناء مستشفى متخصص لأطفال مرضى السرطان في بيروت في المستقبل القريب".
وتوجهت إلى الحضور: "إنه نجاح وزمن جديد لمركز سرطان الأطفال في لبنان، ما كنا لنحققه إلا بفضلكم وبفضل إيمانكم بالمركز، فشكرا لكم فردا فردا".
ثم قدمت جنبلاط إلى الرئيسة السابقة لمجلس الأمناء السيدة سلوى سلمان ميدالية المركز "تقديرا لعطاءاتها الكبيرة والقيمة خلال توليها الرئاسة".
وكانت كلمة لرئيس الجامعة الأميركية في بيروت شدد فيها على "أهمية الشراكة بين المركز الطبي للجامعة الأميركية ومركز سرطان الأطفال في لبنان ومستشفى سانت جود للأبحاث في الولايات المتحدة ، نظرا إلى أنها تتيح توفير العلاج للأطفال المصابين بالسرطان بغض النظر عما إذا كانوا يملكون الإمكانات المادية التي تستلزمها العلاجات الحديثة التي يتلقونها. هذا التعاون يحول دون خسارة الأطفال حياتهم بسبب غياب الإمكانات العلمية أو الطبية أو المادية".
ودعا الجميع إلى "دعم المركز بما أوتوا من إمكانات لإنقاذ حياة الأطفال المرضى".
وكان برنامج العشاء استهل بالنشيد الوطني الذي أدته الجوقة الوطنية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، ثم روت والدة غارين (16 عاما)، قصة مؤثرة عن محاربة ابنها السرطان ثلاث مرات في المركز منذ أن كان في عمر الأربعين يوما، إذ أصيب به ثلاث مرات في أماكن متعددة وشديدة الصعوبة من جسمه. وشددت على أنها لم تخسر الأمل، واصفة مركز سرطان الأطفال بأنه "مركز العجائب"، وقالت: "الشمس تشرق يوميا في حياتنا من خلال نوافذ مركز سرطان الأطفال، ومن خلال الأطباء الذين هم نماذج من الضمير المهني واليقظة، والممرضين والممرضات الملائكة الموجودين بجانبنا ليلا ونهارا، وموظفي المركز الطبيين والإداريين والمتطوعين الطيبين، وكل من ينتمي إلى عائلة المركز".
ووقف الجمهور في نهاية كلمتها تحية، ثم انحنى الحضور لثمانية أطفال أنهوا علاجهم في المركز، اعتلوا المسرح ورووا ما أصبحوا عليه اليوم، مشددين على أن دعم الخيرين أسهم في علاجهم من مرض السرطان ليتمكنوا من تحقيق أحلامهم وإكمال حياتهم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك