جاءت الصورة مفاجئة من كليمنصو، رغم ان كل شيء قد رُتّب مسبقاً لحصول اللقاء، فمنذ فتور العلاقة على خط المختارة - بيت الوسط لم تحصل جلسة بحميمية ليلة كليمنصو الاخيرة، حيث بدت واضحة لمسة الرئيس نبيه بري، الصديق القديم للنائب وليد جنبلاط والبوصلة التي حافظ عليها الرئيس سعد الحريري في عزّ انعطافاته السياسية.
قد تكون "صلحة" الا ان الجلسة حملت معها أبعادا أكثر من ذلك وربما رسائل. فالميزان اللبناني الدقيق لا زال يحسب حسابا لحركة بري وجنبلاط وقدرتهما على التأثير في مسار الملفات السياسية الداخلية واللذين كان لهما الدور الاساس في القبول بالسير بالتسوية الرئاسية والاعلان مرارا عن دعم العهد، فيما لا يبدو انهما راضيان عما آلت اليه الامور ولا يخفيان أخيراً ملاحظات جوهرية على طريقة التعامل مع الملفات الاساسية من الكهرباء الى البطاقة الممغنطة والانتخابات الى السلسلة والضرائب الى التشكيلات والتعيينات وصولا الى سير العمل في المؤسسات الرسمية والدستورية.
فمن حيث الشكل يمكن القول ان الحرارة قد عادت الى العلاقة السياسية بين جنبلاط والحريري، وبالتالي الى التحالف الانتخابي الذي يشكل حاجة لكلَي الطرفين في الشوف وعاليه وبيروت والبقاع الغربي - راشيا، حيث يؤكد جنبلاط في اكثر من مناسبة حرصه على خوض نجله تيمور الانتخابات النيابية المقبلة ضمن اكبر تحالف قوى سياسية ممكن وعلى رأس القائمة تيار المستقبل وباقي القوى الفاعلة في الجبل.
وعلم موقع mtv من مصادر المجتمعين في كليمنصو ان "اللقاء كان وديا وبحث في مختلف القضايا الداخلية خصوصا لناحية عمل مجلسي النواب والوزراء وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية وتعزيز التواصل المشترك لمواجهة الاستحقاقات المتنامية على مختلف المستويات"، واضافت المصادر "كان نقاشاً مفتوحاً حول كل القضايا".
من جهته، اشار مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس في حديث لـ mtv الى ان "اللقاء ينطوي على أهمية سياسية كبيرة في هذه المرحلة التي تستوجب رصّ الصفوف على المستوى الداخلي والتأكيد على مرجعية عمل المؤسسات الدستورية اللبنانية في ظل تنامي المخاطر سواء على المستوى السياسي او الامني او الاقتصادي والمعيشي على ضوء تراكم عدد كبير من الملفات التي باتت تستوجب حلولا. وكانت جولة أفق شاملة تناولت عددا كبيرا من الملفات الداخلية اللبنانية وتركزت بشكل كبير على عمل مجلسي النواب والوزراء وسبل تنشيط العمل فيهما بشكل انسيابي ومتواصل".
واضاف الريس "العلاقة التي تربط الحزب التقدمي الاشتراكي بتيار المستقبل قديمة وتعود الى ما قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري حيث كانت علاقة تحالفية قوية في محطات مفصلية من تاريخ لبنان، وصحيح انه مرت بعض الحقبات التي كانت تتأزم فيها العلاقة لاختلاف الرؤى حول قضايا اقتصادية او اجتماعية او مطلبية او سياسية معينة ولكن هذا لا يلغي هذه العلاقة المتجذرة والنائب وليد جنبلاط كان دائما حريصا على ان يكون على علاقة طيبة مع الرئيس الحريري وطبيعي ان تتواصل العلاقة الثنائية بين الطرفين في الفترة المستقبلية".
وتابع "اما العلاقة مع الرئيس بري فهي علاقة تحالفية ثابتة وقديمة منذ مرحلة ما قبل انتهاء الحرب حيث خاض الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة امل معارك مشتركة مشرفة في تاريخ لبنان الحديث وهذه العلاقة قائمة ومستمرة في المستقبل".
وكان كتب جنبلاط عبر "تويتر" بعد انتهاء اللقاء: "جمعة حوار ووفاق وإتفاق على أهمية الإستقرار ومقاربة الأمور بواقعية. إن تحصين لبنان يجب أن يبقى أولوية فوق كل إعتبار".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك