لم يوفر حزب الكتائب وسيلة إلا وركن إليها لتجنيب المواطنين كأس الضرائب المرة. فعلى الرغم من اللجوء إلى الشارع في آذار الماضي، والركون إلى "منطق المؤسسات ودولة القانون"، من خلال الطعن أمام المجلس الدستوري، قفز مجلس النواب فوق المعارضة التي أبداها الحزب ورئيسه النائب سامي الجميل للرزمة الضرائبية الجديدة. وإذا كان كثيرون يعتبرون أن الصيفي خسرت المعركة التي خاضتها "لأسباب شعبوية"، فإن الكتائبيين مرتاحون لكونهم سجلوا في مرمى السلطة هدف التصويت بالمناداة، بما يتيح محاسبة شعبية شفافة، من دون أن يفوتهم تأكيد مواصلة المعركة ضدها.
وتعليقا على الجلسة النيابية أمس أوضح الوزير السابق آلان حكيم لـ "المركزية" أن "منذ البداية، قلنا إننا نريد التوصل إلى التصويت بالمناداة، لنعرف كيف صوت كل نائب. وكنا مع قسم من الضرائب، وعارضنا كل ما من شأنه المس بالطبقات الفقيرة. من هذا المنطلق، أسأل كل من كانوا يقولون إن الرزمة الضرائبية الجديدة لا تمس الفقراء: هل قرأوا الضرائب قبل اقرارها؟ من يشارك في ألعاب اليانصيب؟ هل الأغنياء فقط؟ من هم مستهلكو المعلبات والصابون؟ هل الأغنياء فقط؟ هناك إهانة كبيرة للمنطق ولذكاء الناس، وعليهم أن يعرفوا كيف يختارون ممثليهم، بعدما صوت كثيرون ضدهم".
وشدد حكيم على "أننا سنقف في وجه هذه السلطة حتى النهاية، وسنقف في مواجهة الادارة الخاطئة للدولة حتى النهاية أيضا، لذلك، سنخوض كل المعارك اللازمة، وإن كنا نعلم أننا قد نخسر بعضها، إلا أن هذا لا ينفي أن حربنا ضد الادارة الفاسدة للدولة".
وعن احتمالات العودة الكتائبية إلى الشارع للإحتجاج على الضرائب، لفت إلى أن "النزول إلى الشارع عملية تكتيكية ودقيقة، لأن كثيرا من الأمور يؤخذ في الاعتبار، علما أن هناك قانونا أقر بآلية معينة وأدت إلى النتائج التي نراها، لكن الشارع يبقى خيارا موجودا ومطروحا".
وردا على الكلام عن خسارة جديدة منيت بها الصيفي على رغم الضغط الكثيف الذي مارسته في ملف الضرائب، أكد "أننا كمعارضة، قمنا بواجباتنا على أكمل وجه، غير أننا كتلة من 5 نواب، وهذا يعني أننا أقلية، إلا أننا نستسلم لأن القبول مميت، ونحن رفضنا ما يجب رفضه. لكننا سنواصل دراسة القانون الجديد، وإن كنت أعتقد أن الأمور اكتملت من الناحية الدستورية".
وفي سياق متصل، عمقت الجلسة النيابية أمس الفجوة على خط السراي- الصيفي، لا سيما بعدما اتهم رئيس الحكومة سعد الحريري معارضي الضرائب بالشعبوية والركون إلى المزايدات، مذكّرا بأنهم شاركوا في الحكومات السابقة التي شهدت نقاشات ضرائبية، تحت ناظري رئيس الكتائب، بما من شأنه أن يدق مسمارا جديدا في نعش علاقتهما. وتعليقا على هذا المشهد، اعتبر حكيم أن "إذا كان الدفاع عن حقوق المواطن شعبوية، فنحن نفخر بذلك. ثم إننا نذكّر رئيس الحكومة أن الفساد هو ما دفعنا إلى الإستقالة من الحكومة السابقة التي كان لنا فيها 3 وزراء، فيما بقي تيار المستقبل فيها حتى اللحظة الأخيرة. ثم أذكّر الرئيس الحريري وسواه أن الكتائب انضم إلى 3 حكومات فقط منذ 2005 وحتى اليوم، ولم يكن حجم تمثيله فيها كبيرا، ذلك أننا كنا موجودين عام 2006 بشخص وزير الصناعة الذي استشهد بعد فترة وجيزة (الوزير الشهيد بيار الجميل) ثم في وزارة السياحة (النائب ايلي ماروني) ووزارة الشؤون الاجتماعية (الوزير السابق سليم الصايغ) إلى جانب الحكومة السلامية، وكنا دائما أشرس معارضي الفساد".
وختم حكيم: "الأمور واضحة، السلطة لم تعد وحيدة. هناك طريقة عمل جديدة، وسيجدوننا في مواجهتهم كلما اتخذوا قرارات خاطئة. وإذا كان الأهم هو المعارضة البناءة، فإن الوطن هو الذي تكبد الخسارة الأكبر".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك