عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت الأوضاع من مختلف جوانبها، وفي نهاية الاجتماع، أصدرت بياناً تلاه النائب هادي حبيش وفي ما يلي نصه:
أولاً: في أهمية إقرار قانون يؤمن واردات مالية جديدة للخزينة:
تنوه الكتلة بالجهد الذي بذله رئيس مجلس الوزراء والحكومة في الإعداد لمشروع القانون المعجّل لتوفير المصادر المالية الإضافية للحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي من خلال تخفيض الخلل المتفاقم والعجز في الموازنة العامة والخزينة ولاسيما في ضوء إقرار سلسلة الرواتب الجديدة للعاملين في إدارات الدولة اللبنانية ومؤسساتها وأجهزتها. كما تنوه أيضاً بالجهود الجدية التي بذلها مجلس النواب في مناقشة هذا المشروع وفي المحصلة في إقراره لهذا القانون المالي مساء أمس.
تعتبر الكتلة ان هذه الخطوة على أهميتها في هذه الفترة تحتاج لجهود حثيثة اضافية من أجل استكمال ومتابعة المعالجات لهذا التراكم في العجز في الموازنة والخزينة ولهذا التنامي في حجم الدين العام مما يزيد من حدة المشكلات المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان. وتكتسب هذه المشكلات بعداً وَحِدَّةً إضافية بكونها تتزامن أيضاً مع تنامى السلبيات العائدة للتراجع في سلطة الدولة وسيادتها على كامل الارأضي اللبنانية واستمرار ظاهرة الفساد وتزايد حدّة استتباع إدارة الشأن العام لمصلحة الأحزاب والميليشيات الطائفية والمذهبية. هذا فضلاً عن كونها تحصل مع ازدياد حدّة المخاطر المتأتية من خارج لبنان على الصعيدين الاقليمي والدولي والتي لها تداعياتها السلبية أيضاً على مجمل الأوضاع العامة في لبنان.
إنّ هذه الأوضاع وما وصلت إليه لم يعد من الممكن معالجتها بطريقة فعالة ومجدية من دون العمل وبشكل جدي على استعادة الدولة لسلطتِها الكاملة على ارضها ومؤسساتها، وممارسة الحرص الجدي والمثابر على احترام الدستور واتفاق الطائف، وتوثيق عرى العلاقات العربية اللبنانية لمصلحة لبنان واللبنانيين. وكذلك الحفاظ على سلطة القانون والنظام وإعادة الاعتبار للكفاءة والجدارة والانتاجية في تولي المسؤولية في إدارات الدولة ومؤسساتها بكون ذلك بمجمله يشكل الوسيلة الصحيحة للتقدم في مسارات الإصلاح، وهو الذي يسهم في العودة الى التوازن المالي ويعزز الاستقرار النقدي ويستعيد النمو الاقتصادي ويسهم في معالجة آفة الفساد بطريقة فعالة ومجدية.
كما تنوه الكتلة بالمداخلات التي حصلت في المجلس النيابي حول التنبيه إلى مواقع الخلل الحاصل في تطبيق الدستور وفي اتفاق الطائف وذلك تحت عناوين شعبوية وديماغوجية وعنصرية تستثير الغرائز وتَزيد من حدة التشنج وتؤدي في المحصلة إلى تحوير المفاهيم والى خللٍ في تفسير نص المادة 95 من الدستور بما يصل إلى حدود الإخلال بمقتضيات العيش المشترك وبالتالي الافتئات على شريحة واسعة من اللبنانيين.
إنّ العودة إلى الدستور نصاً وروحاً هي أساس العودة إلى المحافظة على العيش المشترك وعلى احترام المؤسسات الدستورية والقضائية والرقابية بعيداً عن المزاجية البغيضة في معالجة الأمور.
إنّ الاستمرار بعدم احترام نتائج المباريات التي يجريها مجلس الخدمة المدنية، عبر الامتناع عن اصدار مراسيم التعيين، يؤدي إلى الإخلال بموجبات احترام قاعدتي الكفاءة والجدارة التي نصت عليهما المادة 95 من الدستور لهو أمر يستدعي التنبه إليه من قبل جميع المعنيين تجنباً لتداعياتِهِ السلبية.
ثانياً: في خطورة كلام السيد نصر الله:
تستنكر الكتلة استنكارا شديدا الكلام الذي صدر عن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في اكثر من موضوع بما في ذلك متابعة حملته على المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي بشكل نافر ومرفوض والذي يؤدي في المحصلة إلى الإضرار بمصالح لبنان واللبنانيين ويوتر علاقاتهم مع أشقائهم العرب ولاسيما مع دول الخليج العربي.
ثالثاً: في اهمية المصالحة الفلسطينية:
تنوه الكتلة وتشيد بالخطوات التصالحية التي انطلقت على المستوى الفلسطيني لتعزيز التقارب بين حركتي فتح وحماس، ترى الكتلة في خطوة المصالحة أهمية بالغة، وهي لذلك تأمل أن تتعزز هذه الجهود بما يحقق الاستمرار في هذا التوجه الذي يدعم مساعي الوحدة الفلسطينية ولاسيما في هذه الظروف المصيرية التي تمر بها الأمة وما تعانيه من عوامل الضعف والتشرذم العربي الخطير.
رابعاً: في خطورة انتشار حالات الانفصال في أكثر من منطقة في العالم:
تتابع الكتلة بقلق انتشار التوجهات والمحاولات في أكثر من مكان في العالم القريب والابعد للانفصال والاستقلال والحضّ على التباعد، ومنها ما هو حاصل مؤخراً لدى اقليم كردستان في العراق ولدى اقليم كاتالونيا في اسبانيا.
ان توسع مثل هذه الدعوات يسهم في خلق حالات عدوى مماثلة في بلدان واقاليم أخرى في العالم ومنها في منطقتنا العربية بما قد يتأتى عنه دعوات للانفصال في مناطق جديدة اخرى من العالم وينشر عدوى التقسيم والانفصال ويؤدي إلى ما يهدد الاستقرار والسلم العالمي والاقليمي.
إنّ مثل هذه الدعوات المستجدة تقتضي من كافة الدول المعنية معالجات متبصرة وواعية تسهم في تحقيق المزيد من التفهم للمطالب والهواجس لدى كافة مكوناتها ودعوات من قبلها لاحتضان كل المكونات في تلك الدول والعمل على تعزيز العوامل والدوافع التي تسهم في تقوية أواصر التعاون وتؤكد على المصالح المشتركة فيما بينها بما يحقق في المحصلة الاستمرار في احترام سيادة الدول ووحدة ترابها الوطني.
وفي ذات الإطار، فإنّ هذه التحولات والمتغيرات تحتم على الدول العربية التنبه والتمسك بوحدة بلدانهم وعيشهم المشترك الذي يضمن لهم الاستقرار الوطني في إطار فكرة الدولة المدنية التي يتساوى فيها الجميع بالحقوق والواجبات وتتعزز فيها مصالحهم المشتركة بما يحقق لهم النمو الاقتصادي والازدهار والتقدم والتلاؤم المستمر مع المتغيرات والتحولات الجارية في العالم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك