أقامت الملحقية العسكرية الإيرانية في لبنان حفل استقبال في قاعة المؤتمرات في فندق "فينيسيا"، برعاية سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي، لمناسبة الذكرى الـ37 لانطلاقة مقاومة الشعب الإيراني وقواته المسلحة إبان الحرب المفروضة.
حضر الحفل ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب أيوب حميد، ممثل وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف المستشار هشام ناصر، سفراء: سوريا علي عبد الكريم علي، الصين وانغ كيجيان وفنلندا ماتي لاسيلا، ممثل سفير العراق علي العامري السكرتير الثاني صادق محمد كاظم، النائب نوار الساحلي، رئيس الاركان في الجيش اللبناني اللواء الركن حاتم ملاك، مدير عام الادارة في الجيش اللواء الركن محسن فنيش والمفتش العام اللواء سمير الحاج، مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، نائب مدير عام أمن الدولة العميد سمير سنان، القائم بأعمال سفارة سلوفاكيا، القنصل في سفارة الهند شاشي قومار، الملحقون العسكريون في سفارات: ايران محمد رضا مرزائي، النمسا هانز أسمان، البرازيل كاميلو برينا واليابان، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، مدير الدراسات في وزارة الإعلام خضر ماجد، عضوا المجلس السياسي في "حزب الله" أبو علي الديراني وحسن حدرج، ممثل حركة "الجهاد الإسلامي" في لبنان إحسان عطايا، مسؤول منظمة "الصاعقة" في لبنان أبو حسن غازي، نائب رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر محمد عمر مخير، العميد الركن شامل روكز، مدير عام قناة "المنار" إبراهيم فرحات ونواب ووزراء سابقون وحشد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والحزبية والإجتماعية وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية وممثلي الفصائل الفلسطينية.
وألقى فتحعلي كلمة قال فيها: "إن الثورة الإسلامية التي قام بها الشعب الإيراني بقيادة العبد الصالح الإمام روح الله الموسوي الخميني رضوان الله تعالى عليه في العام 1979 بإسقاط النظام الشاهنشاهي وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران، حملت رسالة الحرية والخلاص لمستضعفي العالم وسلاح القضاء على المستكبرين الذين عملوا على إسقاط هذه الثورة منذ اللحظة الأولى لانتصارها وذلك بإثارة الفتن وممارسة الضغوط والتهديدات وحتى القيام بالاغتيالات التي طالت أبرز رجالات الثورة".
أضاف: "عندما فشلت كل هذه المحاولات والجرائم الإرهابية الآثمة عمدوا إلى التدخل المباشر لإسقاط الثورة الفتية عندما أنزلوا قواتهم العسكرية في صحراء طبس، لكن الإرادة الإلهية كانت لهم بالمرصاد فجعلتهم كعصف مأكول يجرون أذيال الخيبة والفشل وراءهم".
وتابع: "في الثاني والعشرين من أيلول من العام 1980 قام النظام الصدامي البائد بشن حرب عدوانية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعم دولي وإقليمي لقوى الاستكبار العالمية بهدف إسقاط الثورة الشعبية الفتية للشعب الإيراني ومنعه من تحقيق أمانيه الوطنية بالحرية والاستقلال. فكان ذلك اليوم ملحمة وطنية للشعب الإيراني وبداية مباركة لمقاومته الباسلة التي هبت بشيبها وشبابها ورجالها ونسائها وكل قواتها المسلحة دفاعا عن إيران أرضا وشعبا وكرامة ومقدسات. واستطاعت بعد ثماني سنوات من الدفاع المقدس أن تحقق النصر والعزة والكرامة بنصر ساحق على قوى العدوان الصدامية ومن وقف وراءها بالمال والسلاح والصمت الدولي على كل الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الإيراني بما فيها الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليا، لتحرر كل الأرض الإيرانية ويرفع على ربوعها رايات النصر والحرية".
وأردف: "سبعة وثلاثون عاما والقوات المسلحة الإيرانية من جيش وحرس وتعبئة رغم كل سنوات الحصار والحرب، تمضي قدما بكل قوة وعزم واقتدار في العلم والصناعة العسكرية والتطور التكنولوجي وفي حماية وتعزيز الأمن والاستقرار والسلام والصداقة في منطقة غرب آسيا وفي مواجهة كافة التهديدات التي يشكلها العدو الصهيوني وأدواته التكفيرية، حيث استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحفاظ على أعلى درجات الاستقرار والأمن في البلاد وأن تقف داعمة للشعوب والقوات المسلحة التابعة للدول الشقيقة في العراق وسوريا في مواجهتها للارهاب الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا حيث هزمت تكفيريي داعش ومنعتهم من الوصول إلى دمشق وبغداد وأربيل، كما ساهمت في اقتلاع جذورها في العراق وسوريا".
وقال فتحعلي: "إن قوات حرس الثورة الإسلامية كجزء من القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية استطاعت بحكمة بليغة أن تواجه الإرهاب التكفيري وتساعد سوريا والعراق تدريجيا بطلب منهم على استعادة الأمن والاستقرار حيث كان لها دور أساسي في بسط السيادة الكاملة لهذه الدول الشقيقة على أراضيها. وهنا تجدر الإشارة إلى أن استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي المشاركة الفعالة لرفع منسوب السلم والاستقرار والأمن في المنطقة الذي يقوم على الحوار وبناء الثقة والتعاون الجماعي بين دول المنطقة".
أضاف: "لا يمكن للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونظرا للسياسات العدائية لأميركا وحلفائها في المنطقة، وبالأخص العدو الصهيوني وإرسالها للأسلحة التي تقدر بمليارات الدولارات إلى المنطقة، أن تقف موقفا غير مبال بتطوير قدراتها الدفاعية. تجربة الحرب التي فرضت على إيران لمدة ثماني سنوات من قبل نظام صدام حسين البائد، علمتنا أنه لتحصين الأمن والاستقرار والاستقلال والدفاع عن الشعب الإيراني وقيمه في الحرية والسيادة والاستقلال لا يجب أن نغفل لحظة عن تطوير قدراتنا الدفاعية. وفي هذا الإطار، يأتي تطوير البرنامج الصاروخي الدفاعي للجمهورية الإسلامية الإيرانية كأسلوب ردع مقابل التهديدات الخارجية التي تتعرض لها".
وتابع: "إننا من أجل إبراز حسن نوايانا شاركنا مجموعة الدول 5+1 في مفاوضات لحل مشكلة وهمية، والتزمنا التعهدات التي قدمناها، ولكن في المقابل ومنذ بداية إبرام الاتفاق أظهرت الولايات المتحدة تقصيرا وعدم التزام ببنود مختلفة منه، وبالأخص منذ قدوم الحكومة الحالية في أميركا. لقد اعتدوا على روح ونص الاتفاق النووي. وعليه، فإن ادعاء الرئيس الأميركي أن إيران لم تلتزم الاتفاق النووي هو ادعاء باطل، وليس ذا أهمية واعتبار على الساحة الدولية، فالاتفاق النووي ليس اتفاقا بين دولتين، بل هو جزء من القرار الدولي رقم 2231 الذي أقره مجلس الأمن وحظي بتأييد المجتمع الدولي، والجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تكون السباقة إلى الخروج من الاتفاق النووي، ولكنها إذا رأت أي تعد على مصالحها وحقوقها في هذا الاتفاق، فإنها سوف تنهي كل تعهداتها وتعيد نشاطها النووي السلمي من دون أي قيود".
وأردف: "عصر جديد ذو خصائص متميزة عن العهود التي مر بها العالم من قبل، قد بدأ اليوم، وتجسد في ظهور الثورة الإسلامية في إيران وإقامة نظام الجمهورية الإسلامية في هذه المنطقة من العالم، ومع تصاعد النضال الطويل الذي خاضه الشعب الإيراني في ظل قيادته الحكيمة دفاعا عن الثورة والإسلام. بدأ هذا العصر بكل ما فيه من خصائص متميزة سواء شاءت القوى المادية في العالم أم لم تشأ، وسواء أرادت أميركا أم لم ترد، فالعالم كله اليوم يعترف بالجمهورية الإسلامية الإيرانية كدولة فاعلة ومقتدرة تسير بكل حكمة وعقلانية، وهي لا تتبع سياسات فجائية تتغير من فترة إلى أخرى، ولا تخرج من معاهدات ومنظمات دولية أعلنت التزامها السابق بها. وإن اختلاف سياسات إيران وأميركا في الكثير من سياسات المنطقة والعالم مسألة واضحة وغير قابلة للانكار أو الالتباس".
وقال فتحعلي: "إن دول الاتحاد الأوروبي ال28 ودولا أخرى في العالم تقف اليوم بجانب إيران بوجه القرار الأميركي القاضي بالانسحاب من الاتفاق النووي، مما يعني أن الاتفاق النووي بات أكثر رسوخا، وإن أميركا باتت وحيدة في موقفها أكثر من أي وقت آخر. نحن سنلتزم بالاتفاق طالما يضمن مصالحنا، وسنواصل تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكل الشتائم والاتهامات التي أطلقها الرئيس الأميركي ما هي إلا أكاذيب وافتراءات تعودنا عليها على مدى أربعين عاما، وهي لم ولن تجد نفعا. التهديد والعقوبات علامتان بارزتان للضغط على إيران. والجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم باعتمادها على شعبها وقدراتها الذاتية وحكمة القيادة الحكيمة قد وصلت إلى أوج قدرتها، وعلى الحكومة الحالية في أميركا أن تراجع مواقف حكوماتها السابقة في العقود الأربعة الأخيرة لتدرك أن لغة التهديد والادعاءات قد استخدمت من قبل، وعاد أصحابها للتراجع عن ادعاءاتهم وأكاذيبهم".
وأشار إلى أن "مستقبل المنطقة سيكون بإذن الله تعالى مستقبلا زاهرا يزخر بالعزة والكرامة"، لافتا إلى أن "المشروع الأميركي الصهيوني إلى تقهقر واندحار منذ فشلهم الأول في إسقاط الثورة الإسلامية في إيران إلى انسحابهم الذليل من العراق ومن لبنان عام ألفين وهزيمتهم الكبرى ومشروعهم للشرق الأوسط الجديد في تموز عام 2006 وفي غزة فلسطين خلال حرب استمرت 22 يوما عام 2008، وما يجري اليوم في سوريا والعراق، فالنصر قادم لا محالة لأن هذا العصر كما بشر الإمام الخميني قدس سره هو عصر انتصار المستضعفين على المستكبرين".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك