"إن أعدمتم أعدمنا وإن عفوتم عفونا وإن لم تصدقوا اسألوا هذا الرجل... لكل خائن حبيب"، هذه العبارة وردت قبل ايام قليلة من موعد محاكمة حبيب الشرتوني بتهمة اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل، بحيث وُضعت على نصب الرئيس بشير في ساحة ساسين في الاشرفية ، ومن المنتظر صدور حكم المجلس العدلي بعد ظهر اليوم الجمعة في قضية الاغتيال بعد مرور 35 سنة على تفجير بيت الكتائب في المنطقة.
هذا وتتجه الانظار الى هيئة المجلس العدلي بعد عدة جلسات مرافعة إدعى خلالها محامو شهداء 14 أيلول 1982 على المتهمَيْن الفارين حبيب الشرتوني ونبيل العلم ومَن يظهره التحقيق مشاركاً أو مخططاً أو منفذاً للجريمة التي أودت بحياة الرئيس بشير الجميّل ورفاقه.
الى ذلك شكلت العبارة التي وردت على النصب مفاجآة لدى الكتائبييّن والقواتييّن والمناصرين وسكان المنطقة ، الامر الذي إعتبره الجميع تهديداً واضحاً بالقتل لكل من يحاول محاكمة الشرتوني، وبالتالي هو تهديد للقضاء الذي يقوم بعمله.
وفي هذا الاطار يشير النائب الجميّل خلال حديث لـ"الديار" الى ان ما كتب يعتبر امراً ثانوياً امام كل ما يجري من محاولات تحجيم العدالة وإلغائها، وبالتالي فليست المرة الأولى التي يهدّدون فيها، لقد هدّدوا القضاة والمحامين لانهم يخافون من الحق، مشدداً على ضرورة ان تتحقق العدالة التي نفتقدها منذ عقود من الزمن.
ورداً على سؤال بأن التهديد طاول المنطقة الاحّب الى بشير والى تمثاله بصورة خاصة، قال الجميّل: "الاشرفية ليست منطقة امنية مقفلة فالكل يحق له الدخول اليها".
وحول ما يردّد بأن القوى الأمنية القت القبض على الفاعل وهو مناصر للحزب القومي، إعتبر أن "أعلام الحزب القومي التي ترافقت مع كل جلسات المحاكمة التي عقدت قبل فترة امام العدلية تشير الى تبنيهم كل ما يجري، وإلا لما سمحوا بهذه التظاهرات ورفع صور الشرتوني".
وعن مدى ثقته بالقضاء وبالحكم العادل الذي سيصدر اليوم، قال: "هنالك ثلاثة وعشرون شهيداً الى جانب بشير، وهذه القضية ليست قضيتنا فقط كعائلة بل قضية هؤلاء الشهداء ايضاً، فهنالك جريمة إغتيال إرهابية نفذها شخص تلقى امراً بذلك وبالتالي هنالك منظومة امنية سياسية تطلب تنفيذ مثل هذه العمليات، أي علينا الانتظار ضمن مسيرة طويلة لإعادة الحق لكل شهيد سقط"، معتبراً بأن الحكم الذي سيصدر اليوم سيطال كل المنظومة السياسية والامنية والعقائديّة التي حكمت لبنان سابقاً وهنا تكمُن الأهمية.
وختم النائب الجميّل بدعوة الجميع للمشاركة في "يوم استعادة العدالة" عند السادسة والنصف من مساء اليوم، حيث يقام تجمّع ومهرجان شعبي، ليعبّر فيه المشاركون عن استعادة الأمل بقيام دولة القانون بعد 35 سنة من الانتظار، وقد أورد ذلك ايضاً ضمن بيان عن مكتبه الإعلامي. مؤكداً بأن الاشرفيّة ستكون على موعد مع الاحتفال بصدور الحكم وسوف يلقي كلمة بالمناسبة إضافة الى كلمات للمحامين، كما ستتوجّه العائلة الى بكفيا لتضع صورة الحكم على ضريح الرئيس الشهيد وسترفع الصلوات".
بدورهم، يؤكد الكتائبيون رفضهم لكل هذه الاستفزازات التي تحمل التحدّي الواضح للدولة اللبنانية، مشدّدين على ضرورة اعتقال من وضع هذه اللافتة على تمثال رئيس للجمهورية، خصوصاً انه إستشهد من اجل الـ 10452 كلم 2 بعد ان جمع كل اللبنانيين خلال عشرين يوماً من انتخابه، ورأوا بأنهم إغتالوه لانه كان بارقة امل بعدما وظّف انتصاره في وحدة لبنان وحريته وسيادته وديموقراطيته، فخيّب آمال الذين كانوا يراهنون على انه شخصية تقسيمية ترفض الاعتراف بالاخر، فإذا به يوّحد اللبنانيين قبل ان يتوّحد لبنان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك