في انتظار أن تُرسل هيئة إدارة قطاع البترول إلى مجلس الوزراء تقريرها عن دورة التراخيص الأولى الخاصة بعملية التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، والتي تقدّم إليها الائتلاف المكوّن من الشركة الفرنسية "توتال" TOTAL، والشركة الإيطالية "إي. أن. آي" ENI، والشركة الروسية "نوفاتيك" NOVATEK، يستعجل الخبير النفطي ربيع ياغي الحكومة "الموافقة على ائتلاف هذه الشركات، بما أن لا مشكلة قانونية في ذلك طالما أن المزايدة تسمح بتوصية تلزيم "كونسورتيوم" واحد للبلوكيْن اللذين تقدّم الائتلاف للحصول على رخصة التنقيب فيهما وهما "بلوك 9" في الجنوب على الحدود مع إسرائيل، و"بلوك 4" في الوسط أي منطقة البترون".
ولفت ياغي في حديث لـ"المركزية"، إلى أن الشركات الثلاث المذكورة "الأهم في أوروبا وهي بمثابة "شركات 5 نجوم"، وبالتالي هذا الائتلاف الـ"كونسورتيوم" بقيادة "توتال" سيكون له من دون شك، تأثير إيجابي على السوق". وذكّر بأن التأخر في البدء بعملية التنقيب "قد أرهق البلد، وبالتالي أصبح التأخير الآن مرفوضاً"، وأضاف: حتى لو تقدّم "كونسورتيوم" واحد على بلوكيْن اثنين إلى المزايدة، فهي بداية جيدة لأن في النهاية علينا الإسراع في عملية التنقيب، فالوقت أصبح ضدّنا بدرجة كبيرة، وعلينا التصرّف. وهذه فرصة سانحة لإعطاء شركات أوروبية محترمة للانطلاق بهذا القطاع الواعد وتلزيم هذين البلوكيْن أو أحدهما وفقاً لمفاوضات بين الهيئة والـ"كونسورتيوم".
واعتبر أن "مجرّد أن يحصل اكتشاف في أي "بلوك"، سيعطي لبنان دفعة إيجابية إلى الأمام للـ"بلوكات" الأخرى، حيث يصبح موقف الدولة التفاوضي أفضل بكثير كطرف مالي لهذه الثروة"، وتابع: لذك، يجب الانتهاء من هذا الموضوع في أسرع وقت، وأن يتم التوقيع بين "كونسورتيوم" الشركات وهيئة إدارة قطاع البترول، أي الدولة اللبنانية". وتوقع أن تكون الشركات الأوروبية قادرة على التنقيب في البحر أواسط العام 2018، بعد الانتهاء من الملفات الإدارية واللوجستيّة المطلوبة، بما يتطلب فترة ستة إلى سبعة أشهر، تكون فسحة زمنية لتثبّت الشركات الأوروبية وجودها في لبنان عبر مكاتبها وممثليها، وفي الوقت ذاته تكون الدولة أنجزت ورشة تحضير للانطلاق في أواسط العام المقبل في عملية الاستكشاف والتنقيب.
وعما إذا كان يتوقع موافقة مجلس الوزراء على تقرير الهيئة، قال: من المفترض ذلك، فالأمر لم يعد يحتمل دلعاً سياسياً، علماً أن لا يوجد أفضل مما تقدّم، فالمهم اليوم الانطلاق.
وعن التخوّف من إمكان عرقلة إسرائيل لمسار التنقيب في "بلوك" الجنوب، اعتبر ياغي أن "لا مصلحة لإسرائيل في ذلك على الرغم من تهويلها، لاعتبار أن الشركات الأوروبية الثلاث عالمية وتابعة لدول قوية، وليس من السهولة أن تكون مكسر عصا. ومن جهة أخرى، لدى إسرائيل استثمارات بحرية بما يقارب 10 و12 مليار دولار وهي على مرمى حجر من الحدود اللبنانية، من هنا لدى إسرائيل ما تخسره في حال أرادت الصدام في المنطقة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك