خلصت دراسة حديثة، نشرت نتائجها مجلة "ذي لانست" البريطانية، إلى أن خطر التعرض لمضاعفات خطيرة بعد عملية للقلب، يكون أدنى بمرتين عندما تجرى العملية في فترة بعد الظهر، مقارنة مع مخاطر اجرائها في الصباح، وذلك جراء مفاعيل الساعة البيولوجية.
وقال طبيب القلب دافيد مونتاني وهو أحد معدي الدراسة: "جراحات القلب آمنة مع القليل من المضاعفات على وجه العموم، لكن إذا ما نظرنا تفصيلا، يبدو أن الجراحة خلال فترة بعد الظهر توفر حماية للقلب".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مونتاني قوله: "فهم هذه الآلية يتيح تصور طرق علاجية جديدة". ويخضع نحو 20 الف شخص سنويا لجراحة للقلب في فرنسا، في حالات غالبا ما تكون مرتبطة بالتقدم في السن، أو البدانة، أو السكري.
وأشار بارت ستايلز الأستاذ في المركز الجامعي والاستشفائي الاقليمي في مدينة ليل الفرنسية، أحد معدي الدراسة إلى أن "الوقت خلال النهار، أي الساعة البيولوجية، يؤثر على تفاعل المريض مع هذا النوع من العمليات"، لافتا إلى أن "الفارق لا يستهان به".
وأشرف الفريق الطبي في ليل على تطور حالات حوالى 600 مريض، خضعوا جميعهم لعمليات في المركز الاستشفائي الجامعي في ليل. وتوزعت فترات اجراء هذه الجراحات مناصفة بين الصباح والمساء، وذلك لتغيير صمام للقلب، أو لفتح مجرى جانبي للشريان التاجي بين كانون الثاني 2009 وكانون الاول 2015. وتابع الأطباء هذه الحالات على مدى 500 يوم بعد الجراحة.
وبينت أرقام الدراسة أن المرضى الذين خضعوا للجراحات في فترة بعد الظهر، واجهوا مخاطر أدنى بواقع النصف في التعرض لمضاعفات خطيرة بعد العملية (9.4 في المئة في مقابل 18.1 في المئة).
ولفت ستايلز إلى تسجيل فوارق أيضا على المديين المتوسط والطويل. ولفتت الدراسة إلى أن هذا الفارق متصل بمدى تقبل جسم المريض لنقص الأكسجين في الخلايا القلبية، جراء توقف مؤقت لوظائف القلب، وهو أمر لازم للعملية.
ويوصي الباحثون تاليا إجراء عمليات القلب خلال فترة بعد الظهر، مع "الصعوبات اللوجستية المترتبة عن ذلك".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك