شدَّد الجيش اللبناني تدابيرَه وإجراءاته الأمنية على حواجزه الخمسة المحيطة بمخيّم عين الحلوة، عقب المعلومات التي تحدّثت عن فرار الإرهابي المطلوب شادي المولوي بزيٍّ تنكّريّ وهويةٍ مزوَّرة إلى سوريا، في وقتٍ بَحث المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع وفدٍ من الفصائل والقوى الإسلامية الفلسطينية في أوضاع المخيّمات، ولا سيّما ملفّ المطلوبين في «عين الحلوة»، إضافةً إلى المستجدّات الفلسطينية في ضوء المصالحة التي حصَلت بين حركتَي «فتح» و»حماس» وانعكاساتها على القضية الفلسطينية.إستنفرَت كلّ الأوساط والقيادات الإسلامية عناصرَها للتأكّد من مغادرة المولوي المخيّم، واستطلعوا حيّ حطين حيث كان يتخفّى أخيراً في منزل ماهر حجير، فلاحظوا انعدام الحركة، وتبيَّن أنّه منذ أسبوع قطعَ تواصله الهاتفي بأقربائه في طرابلس وغاب عن الرؤية والتحرّك استعداداً لمحاولة الفرار، حيث رَفض الانصياع لأوامر قيادات إسلامية في المخيّم طالبته بتسليم نفسِه لها طوعاً في مسجد النور لاتّخاذ قرار بتسليمه إلى مخابرات الجيش.
وأوضَح رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة في مخيّم عين الحلوة وعضو لجنة متابعة ملف المطلوبين الشيخ جمال خطاب، أنّه «تلقّى شخصيّاً اتّصالاً هاتفيّاً من شخص في سوريا، أبلغه فيه أنّ المولوي موجود هناك».
وعن ظروف مغادرة المولوي ومن كان معه، أوضَح خطاب، في خطبة الجمعة، «أنّنا لا نعرف كيف خرجوا، ولكن بغضّ النظر عن كيفية مغادرتهم، نَعتبره أمراً يخفّف من عبء هذا الملف الثقيل على عين الحلوة، ويؤكّد أنّ المخيّم لم يعد حاضناً لمِثل هذه الحالات»، مشدّداً على أنّ «خروج المولوي والمطلوبين الآخرين إنّما يأتي كنتيجة للضغط الذي بدأته لجنة متابعة ملف المطلوبين، مدعومةً من الإجماع الفلسطيني والمؤازرة اللبنانية لها في مهمّتها».
وعلمت «الجمهورية» أنّ مخابرات الجيش والقوى الأمنية تتولّى التأكّد من هروب المولوي من المخيّم، بمن فيها حركة «فتح» التي جنَّدت فصائلها لمعرفة حقيقة الموضوع، إلّا أنّ الأمر أصبح مؤكّداً لدى فاعليات المخيّم، وأكّد مصدر فلسطيني مسؤول أنّه «كان لدينا العِلم بنيتِه الهروب، وراقبناه الى أن اختفى من المخيّم، وهذا الهروب أراحَ المخيّم منه لأنه كان شرارةً لتوتير الأجواء».
وفيما تُواصل لجنة ملفّ المطلوبين عملها على أن تبدأ بتسجيل أسماء المطلوبين في أربعة مراكز حدّدتها في المخيّم لتصنيفهم والشروع في حلّ قضيتهم، إلّا أنّ المطلوبين الخطرين يتريّثون ولم يتّخذوا قراراً بشأن تسجيل أسمائهم.
من جهةٍ أخرى، بَحث قائد «قوات الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان اللواء منير المقدح، مع وفدٍ من قيادة «عصبة الأنصار الإسلامية» ضمَّ أميرَها الشيخ أبو عبيدة مصطفى، الناطق الرسمي الشيخ أبو شريف عقل، في مختلف الأوضاع السياسية والأمنية وسط توافق على أهمّية الجهود السياسية المبذولة لتحصين أمن المخيّم واستقراره ومعالجة قضية المطلوبين بما يفكّك فتيلَ أيّ توتير.
وتوازياً، أوقفَت دورية من مفرزة استقصاء الجنوب الفلسطيني مصطفى ح. (1994) على الاوتوستراد الشرقي لمدينة صيدا وفي حوزته مسدّسٌ حربي من نوع «غلوك» كان ينوي أن يقتل به أحدَ الأشخاص بتحريض من امرأة.
وفي التفاصيل، أنّ الموقوف كان متوجّهاً إلى أحد المطاعم حيث يعمل الفلسطيني السوري خالد ط. (1991) ويريد قتلَه بتحريض من اللبنانية شريفة ع. لكي لا يتزوّج ابنتَها، وسُلّم الموقوف إلى مخفر صيدا القديمة لإجراء المقتضى القانوني بحقّه، ولاحقاً أوقفت
دورية من المعلومات السيّدة المحرّضة للتحقيق معهما، إضافةً إلى توقيف ابنتها ايناس ط.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك