عقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني من "مؤتمر الطاقة الوطنية اللبنانية"، جلسة حملت عنوان "الصناعة الوطنية"، شارك فيها وزير الصناعة حسين الحاج حسن، مستشار رئيس الحكومة لشؤون اللاجئين الدكتور نديم المنلا، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين الدكتور فادي الجميل، رئيس مجموعة Near East Consulting روجيه ديب، رئيس مجلس ادارة المدير العام لمجموعة اندفكو نعمت افرام ورئيس مجموعة كلاسي جاك كلاسي.
والقى الجميل كلمة قال فيها ان "الصناعيين اللبنانيين هم ابطال الظل، وصناعاتنا تصدر الى كل العالم واصبح لدينا خبرة في قطاعات عديدة، والمبدعون اللبنانيون موجودون في كل المحافل العالمية".
ونوه بدور الجامعات اللبنانية "في مساعدة الصناعيين على التميز وتشكيل الرافد الاساسي لهم".
أما كلاسي فأكد ان "90 بالمئة من الحليب يمر عبر المؤسسة، وقطاع الحليب يشكل 130 الف طن، 70 منها مستورد و60 انتاج محلي". واشار الى ان "تصنيع الحليب ومشتقاته يحتاج الى كمية كبيرة من المياه. باستطاعتنا الاستغناء عن النفط لكن لا يمكن ان نستغني عن المياه. لذلك الاستثمار في قطاع الحليب يجب ان يرفع عدد ابقارنا الى 60 الف بقرة نظيفة تساعد على اكتفاء ذاتي. هذا استثمار للمستقبل يوفر فرص عمل ويساهم في الميزان التجاري".
من جهته سأل المنلا "كيف نواجه التحديات الاقتصادية والمالية"، وقال: "المؤتمر يقول ان السياسة الانتاجية هي التي تطور الاقتصاد، لكن حتى تكون ناجحة، المطلوب خطة اعمارية طموحة تركز على البنى التحتية وتؤمن فرص العمل، والرئيس الحريري من اكثر المتحمسين، ومكتبه اعد دراسة ب16 مليار دولار ما بين مواصلات ومياه وكهرباء واتصالات. كل مليار دولار ينفق على البنى التحتية يحقق نمو 3 بالمئة ويؤمن 80 الف فرصة عمل. وهذا يجب ان يكون ركنا اساسيا في المستقبل، وذلك يحتاج الى الكثير من البنى التحتية والتشريعات، واهم شيء سنسمعه انه دين على دين لكن لاول مرة هناك ظرف دولي يسمح بالتمويل بقروض ميسرة وفترة سماح 10 سنوات، وجزء كبير من مشاريع الطاقة سيتم عبر الشراكة بين القطاع الخاص والعام".
بدوره اعتبر ديب ان "المؤتمر جزء مهم من الرؤيا"، وتحدث عن "المصداقية الوطنية والواجب تجاه بلدنا، وكذلك اهمية التفاهم السياسي واستمرار الهندسة"، وقال: "علينا ان لا نستاء من اتفاق المسؤولين تحت عنوان المسؤولية الوطنية واستقلال الادارة عن السياسة، بالاضافة الى تنظيم عمل مجلس الوزراء واعداد القرارات كما يجب ومساعدة القطاع الخاص وتركيز الدولة على تعددية القرار وعدم حصرها لسرعة التقرير". وعارض الاستدانة "خشية من تراكم الدين لاننا قد ندخل في مشاكل عديدة".
ثم تحدث الحاج حسن، فقال: "اذا كان اسم المؤتمر savoir faire اقول il faut savoir pour faire". ودعا الى "الاتفاق على الحقائق من الدين العام 77 مليار دولار الى النمو 7 بالمئة الى العجز التجاري والبطالة وتراجع الصادرات الى الازمة السورية التي القت بكل احمالها والمجتمع الدولي لم يفعل لنا شيئا".
واستغرب "غياب اي تقرير رسمي صادر عن الحكومة حول الوضع الاقتصادي والقطاعات الاساسية ومنها الصناعة"، وقال: "الصناعة في لبنان تعاني من مشاكل مزمنة، اهمها كلفة الانتاج وكلفة الارض وكلفة الطاقة وكلفة اليد العاملة والضمان، اكيد الصناعيون ليسوا مسؤولين، بل ضحايا. لذلك نزلت قدراتهم التنافسية في سوقهم وفي الخارج، وهم بالتأكيد ليسوا مسؤولين عن الاتفاقيات الاقتصادية، كل العالم يرفع الجمارك ونحن نخفضه. نعقد اتفاقيات هي على الورق جميلة وجيدة لكن عند التطبيق لا توجد دولة عربية او اجنبية تلتزم بالاتفاق، الاتحاد الاوروبي وضع قواعد المنشأ ويغلق علينا حينا على الملبوسات وحينا على المكسرات وكذلك في الادوية هناك تسجيل مسبق ويقولون لنا صدروا والدول العربية وضعت عوائق وتقول صدروا وهم لديهم دعم كلفة الانتاج".
أضاف: "سوقنا صغير ومع ذلك كل الدول عينها على السوق اللبناني، وعند اي مشكلة صغيرة يأتي الينا سفير هذه الدولة او تلك، هل باستطاعة اي سفير لبناني ان يذهب اليهم؟ الصناعات اللبنانية من افضل الصناعات في العالم لكن التصدير لا علاقه له بالجودة بل بالقدرة التنافسية وقواعد المنشأ والضرائب".
وتابع: "على مسافة يومين من ذكرى انتخاب الرئيس العماد ميشال عون، حصل الكثير في السياسة والامن وقانون الانتخاب والموازنة والسلسلة والاستقرار، لكن في الاقتصاد نحن بحاجة الى وضع حلول تبدأ بتفعيل اللجنة الاقتصادية الوزارية اجتماعها الاثنين المقبل عن طريق رفع النمو وايجاد فرص عمل".
وقال: "اوافق الدكتور المنلا حين قال ان البنى التحتية تزيد النمو، لكن الدكتور ديب قال كلاما مهما حول تجربة الصين وغيرها اوافق عليه، علينا ان نصدر لنبني البنى التحتية، علينا ان نجد شركاء يوافقون على رفع الصادرات لانه من غير المنطقي ان خمسة ملايين نسمة يستوردون ب19 مليار ويصدرون ب3 مليار، يجب ان نرفع الصادرات من 3 الى 6 مليارات خلال سنتين وهذا يتحقق من خلال شركائنا الذين يصدرون بالمليارات مثل الاتحاد الاوروبي والدول العربية وتركيا والصين.
أضاف: "البنى التحتية تنمو نموا ظرفيا لكن لا تؤمن النمو المستدام، عندما ينتهي مفعولها نرجع ونغرق اكثر. انا لست ضد البنى التحتية، انا مع ان تتلاءم البنى التحتية مع الانتاجية الاقتصادية ومع زيادة حجم الصادرات، وهذا يحتاج الى الحماية والدعم وزيادة الصادرات والى القرار السياسي".
وختم الحاج حسن: "يجب ان نجد حلا لموضوع النازحين السوريين، المجتمع الدولي لم يعمل لنا الا قصائد الشعر، فليرسلوا ما يستحق وما هو مقابل جريمتهم التي ارتكبوها في سوريا. انا احمل المجتمع الدولي مسؤولية تهجير السوريين الى لبنان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك