أقام حزب "الوطنيين الأحرار" احتفالا بمناسبة الذكرى 27 لاستشهاد داني شمعون وعائلته، في قاعة فندق السفير في محطة بحمدون، حضره إلى رئيس الحزب النائب دوري شمعون، ممثل الرئيس أمين الجميل وحزب "الكتائب" النائب فادي الهبر، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الأب عبدو أبو كسم، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن الدكتور سهيل مطر، وزير الإعلام ملحم رياشي ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، النائبان أكرم شهيب وهنري حلو، والنائب السابق فيصل الصايغ.
كما حضر ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان المقدم نجم الأحمدية، ممثل مدير المخابرات في الجيش العميد الركن أنطوان منصور رئيس مكتب أمن عاليه المقدم يوسف نجم، أمين سر حركة "التجدد الديمقراطي" الدكتور أنطوان حداد، ممثل السفارة السعودية في لبنان السكرتير الأول ماجد مانع أبا العلا، وكيل داخلية جرد عاليه في الحزب "التقدمي الاشتراكي" زياد شيا، منسق قضاء عاليه في "القوات اللبنانية" بيار نصار، الشيخ عمر سراج ممثلا "الجماعة الإسلامية"، مستشار الرئيس ميشال سليمان بشارة خيرالله، وعدد كبير من أعضاء المجلس الأعلى في حزب "الوطنيين الأحرار" ومسؤوليه، رؤساء اتحادات بلدية وبلديات ومخاتير ومهتمون.
بعد النشيد الوطني، تحدثت معرفة تريسي بعقليني، ثم ألقى شهيب كلمة، فقال: "يجمعنا الشهيد داني شمعون اليوم في بلدة بحمدون، التي عانت كما سائر بلدات الجبل من مآسي الحرب تهجيرا ودمارا، لكن لهذا الاجتماع رمزية خاصة، أكانت في المكان أو الزمان، وتنطلق منه رسائل عديدة في اتجاهات متعددة. أولى هذه الرسائل أن المصالحة التاريخية، التي عقدها بطريرك السلام مار نصرالله بطرس صفير، وكرسها بطريرك الشراكة والمحبة مار بشارة بطرس الراعي، ثابتة وراسخة فوق كل السجالات، وما حضورنا اليوم لإحياء هذه الذكرى الأليمة، إلا تسجيدا لهذه المصالحة، التي أثبتت الظروف أنها أقوى من رياح السياسة، التي تهب علينا من الشرق والشمال أو الجنوب والغرب".
أضاف: "أما الرسالة الثانية فهي أن العيش الواحد في منطقة الجبل، لا يحتاج الى إملاءات من هنا أو قرارات من هناك، فمن عاد فإلى رزقه وأرضه ومحيطه، الذي مهما طالت سنوات انسلاخه عنها، لم تغير هذه السنوات من عاداته وتقاليده وحبه للجار، وها هو عاد يمارس ذلك دون منة، لا منا ولا من أحد".
وتابع: "ولا يمكننا ونحن نستذكر الشهيد داني، الذي دفع وعائلته باكرا ثمن التحرر من وصاية سلطة الاحتلال، وانضم إلى باكورة القافلة، التي ذهب ضحيتها كبار من بلادي، وسبق بوقت كبير قافلة شهداء ثورة الأرز، إلا أننا ننحني إجلالا وتقديرا لرجالات كبار من هذا الجبل، الذين لم يبخلوا يوما بالتضحية من أجل أن يبقى لبنان الذي نعرفه، لبنان الحضارة والتعدد والتنوع والانفتاح والحرية، وعندما نتحدث عن كبار نستذكر الكبيرين كميل شمعون وكمال جنبلاط، اللذين تعاونا واختلفا، لكنهما حافظا على سمة رجالات الدولة، حتى راجت في تلك الأيام مقولة كميل وكمال "اختلفا في لبنان واتفقا في الجبل".
وأردف: "وداني شهيد السيادة والكرامة والاستقلال، كبير من هذا الجبل، حافظ خلال مسيرته على مبادئ المدرسة الوطنية، التي عاشها في بيت والده، والتي لا تساوم على منطق حماية لبنان ومصالح شعبه وعيشه الواحد. هو من الشخصيات التي تميزت في فرض احترامها على الخصوم قبل الحلفاء، لأنه كان مؤمنا ومخلصا لمبادئه، وحاول العبور الى الدولة القوية الحقيقية، التي تحكمها القوانين وتحقق العدالة والرفاهية لأبنائها وتحفظ وحدتهم".
واستطرد: "ورغم هول كل الأيام الصعبة التي مر بها الوطن، إلا أن خطوط التواصل بين وليد جنبلاط وداني شمعون، لم تنقطع يوما من أجل مصلحة الجبل، وهذا كان نقطة البداية التي مهدت لطي صفحة الأيام الصعبة، وللوصول لاحقا إلى مصالحة الجبل التي أعادت الحياة إلى الجبل ووضعت الوطن على السكة الصحيحة، التي أوصلته إلى ثورة 14 آذار، لتنتصر قضية داني وكل شهداء الوطن بتحرر لبنان وشعبه من سلطة وقبضة آل الأسد".
ورأى أن "الأوطان تستلهم من أبطالها وشهدائها آفاق المستقبل. وعسى أن تضيء مسيرة داني وكل الشهداء درب الوطن، نحو قيام الدولة الحديثة العصرية القادرة"، خاتما "الرحمة للشهيد داني وزوجته انغريد وطفليه طارق وجوليان وباقي الشهداء والعزة والمنعة للبنان".
والقى عضو المكتب الأعلى لحزب "الوطنيين الأحرار" فيصل أبو حسن كلمة، فقال: "من قبل جبل المصالحة التاريخية، المصالحة ببركة سيد بكركي وسعي القيمين المخلصين للدفاع عن لبنان، بوجه أي تجريح أو استغلال ينافي غايتها والجوهر. من بحمدون المدينة الأولى الشاهد تكرارا للتصدي لدخول الجيش السوري إلى لبنان منذ 76، والاغتيالات التي طالت رموزا وطنية سيادية، عارضت أو أبدت تململا بوجه الوصاية، إلى اجتياح 13 تشرين الأول عام 1991، وترك عناصر الجيش اللبناني لقدرهم واغتيال رئيس حزب الوطنيين الأحرار الشهيد داني شمعون وعائلته، بأفظع جريمة سياسية لا إنسانية مروعة عرفها لبنان".
أضاف: "إن المبادئ التي تولد من رحم المعاناة، تبقى هي الثوابت التي لا يمكن تجاوزها أو القفز من فوقها. وإن علاقة مجموعة أو فئة مستقلة بدولة خارجية، تنتهي حتما بخسارة هذه الفئة، بسبب العلاقة غير المتوازنة بينهما عندما تنتفي المصلحة، والأمثلة أكثر من أن تحصى. إن حزب الوطنيين الأحرار بما له من تضحيات ومواقف وطنية ثابتة، يسعى إلى مصالحة لبنانية حقيقية جامعة، ومن يسعى إلى هدف بكليته، بديهي ان يوافق على كل جزئي يساعد في تحقيق هذا الهدف".
وتابع: "من هنا يتمنى الحزب على مكونات المجتمع كافة، أن يقدموا التنازلات مهما غلت في سبيل وحدة وسيادة وبقاء لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه، حتى ولو بلغت هذه التضحيات حد التخلي عن بعض الثوابت، شرط أن تكون النتائج إيجابية فورية سريعة ومؤكدة".
وأردف: "ولما كانت النتيجة الأولى قد تحققت، وهي ملء الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية بصرف النظر عن شاغلها، تبقى سائر نتائج التسوية المفترضة، التي بذلت في سبيلها التضحيات غير محققة، بل ربما ازدادت تعقيدا، فلا حصر للسلاح بيد السلطة، وهو موضوع خلافي عميق، لن يستقيم بناء الدولة قبل إيجاد حل له، وقد كان الأمل كبيرا في وضع هذا العنوان موضع البحث، خاصة بعد وصول فخامة الرئيس العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة".
واعتبر أنه "لا قانون انتخابات عصري حديث يحقق التوازن ويؤمن العدالة والمساواة، فيما استبدل القانون النافذ حرية الناخب بمنحه حق التفضيل لاسم واحد على لائحة مقفلة، وكأن لبنان يعيش في ظل نظام الحزبين أو الحزب الواحد.
ولا استقرار أمنيا، اقتصاديا أو اجتماعيا، فالبؤر الأمنية على حالها والرصاص الطائش يحصد الأبرياء. واقتصاديا فالوضع في قعر الهاوية، أما اجتماعيا ففقر وعوز، بطالة وهجرة.
ولا حل لأي مشكلة اجتماعية عادية، بدءا بالماء والكهرباء، وما أدراك؟ مرورا بالنفط والغاز انتهاء بالنفايات، وكأن لبنان يعيش على سطح كوكب غير الأرض، لا قدرة لأبنائه على استيلاد الحلول لمشاكله ولا على استيرادها، ناهيك عن مسألة النزوح السوري، الذي لم يعد للدولة القدرة على تحمل المزيد من أعبائه، ولا للحكومة التأثير في التفاوض من أجل عودتهم.
وأخيرا وكأن في الكون ديمقراطية تصادمية، فأنزلت علينا الديمقراطية التوافقية مقابلة، فيما هي فعلا تفرغ الديمقراطية الحقيقية من مضمونها وتعطل الحكم. وكأننا بهذه التنازلات، التي ما برحت تقلقنا إلى حد الظن أنها باتت أقرب إلى الاستسلام منه إلى الإنقاذ وبالتالي خطر انزلاق لبنان نحو المحور، الذي طالما أردنا لوطننا ان يكون بعيدا عنه، ولا يدور في فلكه، ولا في أي فلك اخر، بل بالعودة إلى تطبيق الدستور والميثاق والطائف، لا اجتهادا ولا تفسيرا يحرف المعنى ويعقد التطبيق".
وختم "إن حزب الوطنيين الأحرار كونه حزبا عابرا للطوائف، يجسد طموح الشباب الوطني اللبناني بكل فئاته، بالوصول إلى دولة القانون والمؤسسات ليبقى لبنان دوما، لا ممرا ولا مقرا، وطنا سيد حرا مستقلا مصانا بحدوده المعترف بها دوليا، بقواه الشرعية حصرا، ضامنا تنوعه، منصفا أبناءه في ظل نظامه الديمقراطي البرلماني الطبيعي البسيط، السهل والقوي، الذي حفظ وحدة دولته وعيش أبنائه".
وألقى شمعون كلمة، فقال: "يسرنا اليوم أن نحتفل بهذه الذكرى في الجبل في بحمدون، حيث قررنا أن لا تكون الاحتفالات في جميع المناطق. نعترف أن نشاطاتنا خفيفة، لأنه ليس لنا نشاطات في هذه المنطقة، علما أن لنا أصدقاء في هذه المنطقة منذ زمن بعيد، وصداقتهم لنا وصداقتهم للحزب ولكميل شمعون، كانت صداقة دائما ودية وفيها كل الصدق".
أضاف: "لذا قلنا إننا نريد هذه المرة أن نقيم احتفالنا في بحمدون، وسوف نستمر لأنه هناك العديد من الشباب في الحزب والمحازبين الذين تنحوا جانبا، ليروا إذا كان هناك غيرنا، سيقوم بالمفترض بهم أن يقوموا به في لبنان، لذا وجدنا إذا لم نضع نحن يدنا بالطبخة، فإن الأمور لن تسير كما يفترض بها أن تسير، لذلك شمرنا عن زنودنا ونزلنا إلى الساحة".
وتابع: "اليوم بدأنا في بحمدون، وغدا في كسروان، وبعده في عكار. لن نترك مكانا حيث لنا أصدقاء فيه، من غير المعقول إلا أن نقول لهم إننا موجودون، وهذه الصداقة التي بيننا وبينكم، لتكون صداقة، يجب أن نضعها بشكل جيد لمصلحة البلد".
وختم "إن الأخ أكرم شهيب دائما تولع في القليل من حماس، عندما تقول كلمتك. ووجودكم جميعا هنا كذلك الأمر، لأننا نشعر أن في لبنان رجالا مستعدين أن يجتمعوا مع بعضهم، ومستعدين بكل محبة أن يخدموا البلد. نتمنى أن نلتقي دائما وأهلا بكم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك