النقاش "البيومتري" لم تنهه جلسة اللجنة الوزارية في بيت الوسط عصر الجمعة، ما سيلزم أعضاء اللجنة بالتلاقي، مرة أخرى غدا الاثنين، ولاستكمال البحث حول النقاط الثلاث الأساسية: البطاقة البيومترية والتسجيل المسبق للناخبين الراغبين في تغيير أمكنة اقتراعهم، والانتخاب في مكان السكن.
ومع أن الجميع يمشي هرولة، بسبب هاجس الوقت المتآكل بسرعة، فليس من تقدم حصل، إلا على صعيد الالتزام بموعد أيّار للانتخابات.
وهذه الاجتماعات المتلاحقة تذكر بالاجتماعات حول قانون الانتخابات، والذي لم يتسن الوصول إليه إلا بعد التمديد ثلاث مرات لولاية مجلس النواب الحالي!
في هذه الأثناء، النائب وليد جنبلاط نصح الطرفين المشتبكين حول البطاقة البيومترية، والتسجيل المسبق للناخبين، بصرف النظر عن البطاقة التي يعتبرها هدرا للمال العام. والتركيز على معمل حديث لفرز نفايات العاصمة والضواحي.
والتعثر الذي يواكب اجتماع اللجنة الوزارية، رافقه تنافر بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي، عشية زيارة رئيس التيار الوزير جبران باسيل، إلى الشوف اليوم الأحد، حيث أعلن النائب وائل أبوفاعور، أن وزير الطاقة سيزار أبي خليل مفقود... فرد عليه أبي خليل، عبر تويتر كذلك، مؤكدا أنه موجود لكن المشاريع التي يطالب بها أبوفاعور لمنطقته الانتخابية في راشيا، بربط خمس قرى بخط الليطاني، غير متطابقة.
ويذكر أن أبي خليل سيرافق باسيل وطارق الخطيب في الجولة الشوفية.
والحال عينه بين التيار الحر وتيار المستقبل نتيجة نقص الثقة لدى الطرفين إزاء حقيقة إجراء الانتخابات في موعدها، وها هو الوزير السابق وئام وهاب، يخرج من لقائه الوزير جبران باسيل ليطالب وزير الداخلية نهاد المشنوق بالاستقالة!
وذلك كله دفع رئيس الحكومة سعد الحريري الى استعجال التوصل الى مخارج للأمور العالقة، ونقل وزراء عنه تأكيده ان طبع الهوية البيومترية سيتم خلال اجراء مناقصة لقطع الطريق على الاتهامات والتأويلات، لافتا الى إمكانية طبع ما بين 500 الف ومليون بطاقة بالتراضي للذين يودون الانتخاب في اماكن سكنهم، وعزا ذلك الى الوقت الذي داهمنا.
من جهته، قال المشنوق ان الخلافات بين القوى السياسية هي تمنع الاتفاق، وقال ان نقطة الخلاف الآن هي حول إعطاء البطاقة البيومترية للذين سينتخبون في مكان سكنهم، وقال انه ليس في وارد الدخول بمماحكات سياسية مع احد.
ونقل احد الوزراء ان الرئيس الحريري نقل شكوى المشنوق من الوزير باسيل الى رئيس الجمهورية، قائلا له: ليوقف جبران باسيل عراضاته، نحن نريد انتخابات ولا نلعب.
النائب الكتائبي ايلي ماروني، رأى ان الخلافات داخل اللجنة الوزارية تهدد بنسف قانون الانتخاب.
بدوره، رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلن رفضه القاطع لتلزيم مشروع البطاقة البيومترية بالتراضي، وقال انه يجب ان يمر في دائرة المناقصات ولو كانت لقرش واحد.
وفي المقابل، فإن العلاقات بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية تتجه الى المزيد من الانسجام. وقد أكد نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني امس ان العمل متواصل لترسيخ المصالحة في الجبل.
وفي خلال إطلاق خطة مشتركة بين وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية (وزيران قواتيان لتعزيز وتحصين الخدمات الصحية في قضاءي الشوف وعاليه، اللذين أصبحا دائرة انتخابية واحدة.
وفي غمز من قناة الوزير جبران باسيل، قال حاصباني: ان من يحاول إدخال موقع الرئاسة في الزواريب الضيقة، نقول ان الخياطة بمسلة أخرى تفيده اكثر.
الى ذلك، تدخلت النيابة العامة المالية في الخلاف بين وزير الاتصالات جمال الجراح والمدير العام لهيئة "أوجيرو" المشغلة للوزارة، عماد كريدية، حيث فتح النائب العام القاضي علي ابراهيم تحقيقا في اتهام الوزير للمدير "بهدر المال العام"، فيما يرد كريدية وهو من تيار المستقبل حملة الوزير عليه بسبب رفضه الموافقة على توظيفات ومشاريع لأغراض انتخابية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك