أقام مركز بلدة جوار الحوز في المتن الاعلى لحزب "القوات اللبنانية" غداءه السنوي، برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ممثلا بوزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، في حضور رئيس البلدية الياس سعد، مختار البلدة سجيع شمعون، رئيس مركز جوار الحوز جورج عبدو، منسق منطقة المتن الاعلى المربي جان انطون، رئيس دائرة الشوف وعاليه والمتن الاعلى في مصلحة الطلاب في "القوات" سليم ابي ضاهر، حنا شمعون ممثلا حزب "المردة"، كاهن الرعية الاب وسام الزغبي، وعدد من مسؤولي مراكز القوات في المنطقة وفاعليات البلدة وحشد من المواطنين.
والقى بو عاصي كلمة راعي الحفل جعجع فقال: "أتيت اليكم وافتخر ان انقل لكم تحية رئيس حزب "القوات اللبنانية" الذي شرفني ان امثله في هذه البلدة العزيزة كثيرا على قلبي".
واضاف: "جوار الحوز في قلب بعبدا، وبعبدا في قلبي، وانا ابن بعبدا من الساحل الى الوسط الى الجرد، انا أعرف ماذا اعطت هذه المنطقة من تضحيات والتزامات للبنان.
الجبل هو قلب لبنان النابض وبعبدا قلب الجبل، انا فخور بانتمائي لهذه المنطقة كما بانتمائي لحزب القوات اللبنانية، ولانني فخور بانتمائي لهذا الحزب اريد ان احيي ممثلي الاحزاب الاخرى الموجودة هنا. فاذا كنا قد ضحينا طيلة هذه السنوات بكل انواع التضحيات، من التهجير الى الاعتقال الى الاستشهاد، فذلك كي نحافظ على لبنان الديموقراطي. فلبنان لا يكون ديموقراطيا اذا كان فيه حزب واحد، حتى ولو كان حزب "القوات اللبنانية". فتحية لكل الاحزاب الموجودة اليوم".
وقال: "بالامس كنا ووزير الصحة غسان حاصباني والنائب جورج عدوان في دير القمر، واجتمعنا مع رؤساء بلديات الشوف وعاليه، وقلنا لهم ما سوف نكرره اليوم، ان اي نشاط أو اي عمل نقوم به كوزراء "القوات اللبنانية"، وتحديدا في وزارتي الصحة العامة والشؤون الاجتماعية لاي منطقة من لبنان وتحديدا لمنطقة الجبل، فهذا العمل نقوم به عن قناعة وواجب. ولا يعتقدن احد انه اذا قمنا بخدمة او نشاط معين او افتتحنا مركزا او قدمنا تجهيزات معينة لاي بلدة يعني اننا نريد اصواتكم. ابدا، صوتكم صوت الانسان الحر، ودولتكم في خدمتكم وليس العكس، وبالتالي عندما يقدم الوزراء واولهم وزراء القوات اللبنانية خدمة لاي قرية او انسان انما يقومون فقط بواجبهم وليس لكم تجاههم اي جميل آخر. اذا قمت بالتصويت لمرشحي القوات، نريد هذا التصويت عن قناعة وليس عن ارتهان، لان عملنا كله من اجل ان نحرر الانسان في لبنان وليس لجره نحو الارتهان، فأنتم احرار وستبقون احرارا".
وتابع: "اريد التحدث عن وزارة الشؤون الاجتماعية في حضور رئيس البلدية وكل الموجودين، لا نستطيع ان نتعامى عن المشاكل الاجتماعية التي تضرب مجتمعنا، لا نستطيع ان نقول ان الدنيا بألف خير ولا الدنيا "خربانة"، ولكن هناك مشاكل واولها مشكلة الادمان وهي خطيرة جدا وتضرب مجتمعنا، وعلينا ان نتعاون جميعا لنواجهها، وهنا الاتكال على البلديات والجمعيات. كذلك المسن، الذي علينا الاهتمام به ورعايته وان يبقى في بيته، وعندما لا يمكن ان يبقى في بيته فتكلموا مع وزير الشؤون الاجتماعية للاهتمام به وهذه واجباته. وكذلك المرأة المعنفة واليتيم وذوي الاعاقة الجسدية والعقلية، هؤلاء حلقات ضعيفة في مجتمعنا، اذا تخلينا عنهم نكون بذلك نتخلى عن ذاتنا وروحنا، لا نميز بين منطقة واخرى ودين وآخر ولا بين جنس وآخر. الانسان الذي يتعرض لمعاناة علينا، وواجبنا كمجتمع لبناني وكدولة، ان نقف الى جانبه ونحميه ونرعاه، واتمنى عليكم ان تأخذوا هذه المواضيع بالكثير من الجدية، وانا جاهز 24 على 24 ساعة لمعالجة هذه المشكلات الاجتماعية ليكون مجتمعنا دائما الافضل".
وتابع: "أريد ان اتحدث عن الجبل، هو في قلب لبنان، ليس جغرافيا انما ثقافيا وروحيا وسياسيا، الجبل عانى ولا نستطيع ان نتعامى عن الماضي، يجب ان ننظر للماضي بجرأة ونتطلع اليه بكل شوائبه، وليس لنبقى نعيش في الماضي، الهدف ان ننهض ونستنهض قوانا وننفتح على الاخر ونتكلم معه وننطلق نحو المستقبل دائما، مسؤوليتنا كبيرة والتحدي كبير، الجبل جبل العيش المشترك، جبل الثقافة المتنوعة يجب حمايته والمحافظة على تنوعه، لان في التنوع غنى، ويكون كذلك بكلمة واحدة هي المساواة، وهي تفرض على كل منا ان يقدم غناه الثقافي والروحي للآخر، وعندما تنكسر معادلة المساواة ينكسر كل شيء وندخل في منطق الاستزلام او الارتهان، واسوأ منطق هو الذي يشبهنا".
واكد اننا في الاساس نريد المساواة، ان يتساوى الجميع امام الدولة والقانون والاجهزة الامنية. للاسف اليوم في لبنان لا توجد مساواة بين مسلح وأعزل. وهناك من هو مرتهن او مستزلم للاخر. لا الاستسلام ولا الارتهان ولا اليأس يشبهوننا، لن نتراجع عن معركة المساواة في لبنان مهما كان الثمن، وهذا وعد، وعد باسمكم وباسم
كرامتكم وباسم شهدائنا الذين ضحوا من اجل هذا البلد منذ مئات السنين وحتى اليوم".
وقال: "المساواة تصنع المواطنة وهي الخطوة الاولى لصناعة الدولة، والدولة لا تصنع الا بالشفافية واحترام المال العام ومصلحة المواطن، هذا وعدنا الثاني لكم مهما كلف ولو كنا سنبقى طيلة حياتنا وحدنا ضد الكل، في الوزارة وفي مجلس النواب والشارع والاعلام وفي اي مكان، سنبقى الصوت الصارخ، نفرض على الجميع ضرورة احترام المال العام والقوانين المرعية الاجراء. يجب ان يتم ذلك دون اي مواربة وتلكؤ، لانه حق الناس علينا. نحن نعتبر ان المال العام هو مال كل مواطن لبناني، من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب، والا نكون نتصرف بمنطق مافياوي و"كارتل" سياسي. لن نسمح لاحد بتجاوز القانون، لان تجاوزه لا يبني دولا، وبدون دولة ليس هناك مجتمع سليم. انتم ضحيتم واعطيتم وتشرفون لبنان والمنطقة وتستأهلون دولة تشبهكم".
وتابع: "اذا قلنا لابن الجبل ابق في أرضك فنكون نتكلم نظريات اذا لم نؤمن له سبل العيش الكريم. فاذا لم يعمل لن يبقى في ارضه، هذا هو الاساس وهذا لا يزال ينقصنا على مستوى سياسة الدولة الانمائية. فالمناطق البعيدة عن بيروت يجب ان يكون لديها قدرة على الاستمرار اقتصاديا، إما من خلال السياحة او الصناعة او الزراعة او غيرها لكي يكون لدى المقيم في ارضه انتاج في الحد الادنى. تحدثت عن هذا الموضوع في الخارج، في واشنطن ونيويورك وقبل ذلك في بروكسل وبرلين لنتمكن من تأمين قروض معينة وانشاء صندوق للمناطق الريفية، ليتمكن السكان من خلق فرص عمل لهم وللذين يعيشون في قراهم. لا اؤمن الا بهذا الحل، المدرسة جيدة وكذلك المستشفى وغيره لكنه يأتي بعد تأمين وسائل العيش الكريم".
وقال: "سأتطرق الى موضوع يهمنا جميعا، وهو موضوع استراتيجي بكل معنى الكلمة، كان يأخذ طابع العراضات الفلكلورية في مراحل معيشية، ولكن الان طابعه استراتيجي وهو الانتخابات النيابية المقبلة، لان هذه الانتخابات سوف تحدد مصير لبنان، هي التي ستحدد نواب كل فريق سياسي، وفي ضوء ذلك تحدد قدرته على التشريع وعلى ايصال وزراء الى الحكومة المقبلة، وبالتالي التأثير في السلطتين التنفيذية والتشريعية، طبعا بالروح الديموقراطية والتنافس الشريف وقبول الاخر. مع الاحترام والاصرار على هذا الجانب الديموقراطي، اتمنى على محازبي "القوات اللبنانية" ان يكونوا كما عهدناهم ابدا نمورا في المعركة الانتخابية، لا يتعبون ولا يملون ويذهبون الى الانتخابات ويأخذون معهم عددا غير قليل من الاشخاص للتصويت، لان هذه المعركة سوف تحدد مصير لبنان للسنوات المقبلة. بعد المعركة لا ينفع الندم وعلينا ان نتقبل نتيجتها كيفما كانت".
وختم داعيا كل من عمره 21 سنة وما فوق "ان يكون فاعلا وناشطا، يحضر للحملة ويقف الى جانب مرشحه لايصاله الى البرلمان. وهكذا نكون، بالديموقراطية، أوصلنا لبنان الى المكان الذي نريده، وهذا ما يسعى اليه الحكيم في استراليا، وهذا ما سعيت اليه انا في اميركا، وهذا ما يسعى اليه الشباب اليوم في السويد وفرنسا، وهذا ما ننتطره من جميع مناصري ومحازبي "القوات اللبنانية" وأبناء منطقة بعبدا والمتن الاعلى وجوار الحوز".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك