قفز رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل فوق الزواريب السياسية الضيقة التي تنتجها المماحكات اليومية بين أفرقاء الداخل، فاستفاد من زيارته إلى موسكو الأسبوع الفائت ليعرض على الجانب الروسي، أحد أكبر المؤثرين في مسار الأزمة السورية، خطة واضحة لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم مع اقتراب نهاية الحرب قي بلاده، حسب المؤشرات الاقليمية.
وإذا كان نائب المتن توخى، من خطوته هذه، إطلاق مسار الحل لهذه المعضلة الآخذة في التفاقم على وقع سجالات سياسية عقيمة، فإنه أعطى بعدا جديدا لما يسميها "معارضة مسؤولة" حاولت سد الفراغ الحكومي في هذا الملف بفعل التناقض الصارخ في المواقف اللبنانية من النظام السوري.
وفي السياق، اعتبر الوزير السابق آلان حكيم الذي رافق الجميل في رحلته الروسية عبر "المركزية" أن "المعارضة ليست مسؤولة عن عرض خطط على السلطة التي لا تفعل شيئا سوى السجال الاعلامي الطائفي، لحل هذه المشكلة عن طريق اتصالات دولية"، مشيرا إلى أن "في مقابل هذه الصورة ، قدمنا خطة عملية لعودة النازحين السوريين، وتواصلنا مع القيادة الروسية التي أكدت استعدادها للعب دور في ملف اللاجئين، علما أنها قادرة على التواصل مع النظام والمعارضة على السواء، بما من شأنه أن يساعد في التوصل إلى خطوات عملية في هذا الملف".
وعن احتمال الرد الحكومي السلبي على الخطوة الكتائبية، بفعل التموضعات الراهنة بين موالين ومعارضين، لفت حكيم إلى "أننا لن نستغرب رد فعل من هذا النوع، خصوصا أننا ومنذ العام 2014، نقدم إلى الحكومات المتعاقبة حلولا عملية في عدد من الملفات بينها النفايات، حيث يتأكد الجميع أننا كنا محقين في كل نقطة تناولناها. وهذا مؤشر إلى أن الحلول لا تعرض في الحكومة لأننا غير موجودين فيها. لكنها تعرض في الاعلام، بدليل أن الجميع وافق على خطة الكهرباء في مرحلة أولى قبل أن يعترض عليها بعض الفرقاء في الحكومة على وقع احتجاج النائب سامي الجميل عليها"، مشددا على "أننا "نلعب دورنا كمعارضة ونحن مستعدون دائما لمساعدة الدولة اللبنانية لأن ذلك يساعد المواطن اللبناني الذي يبقى همنا الأساس".
داغر: من جهته، أوضح عضو المكتب السياسي الكتائبي سيرج داغر لـ "المركزية" "أننا شرحنا مخاطر اللجوء السوري على لبنان، حيث عرضنا أعدادهم وتأثير وجودهم على الاقتصاد الوطني، والبنى التحتية، وسواها من الأمور، وقلنا إننا نعتبر أن الحل يجب أن يمتد على ثلاث مراحل: قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى".
وأشار داغر إلى أن "على المدى القصير، يجب إنشاء مخيمات عند المناطق الحدودية اللبنانية- السورية، لحصر الوجود السوري لأنه بات يشكل ثقلا على المجتمعات المضيفة، إلى جانب الهم الأمني، وانخراط النازحين الكثيف في النسيج الاجتماعي اللبناني، إضافة إلى غياب الوضوح في كيفية وصول المساعدات وتوزيعها على النازحين".
ولفت إلى أن "على المدى المتوسط، ندعو إلى فتح حوار مع الدول العربية التي تتمتع ببنى تحتية أفضل من تلك الموجودة في لبنان، والقادرة على استيعاب النازحين بشكل أفضل. أما على المدى الطويل، فنؤيد نظرية ترحيل النازحين إلى المناطق الآمنة، علما أن آلة الحرب توقفت في 80% من الأراضي السورية، ما يعني أن لا سبب لعدم عودتهم إليها".
وشدد على أن "الأهم يكمن في أننا أكدنا ضرورة العودة الكاملة إلى سوريا"، معتبرا "أننا نعيش في لبنان معضلة تتجلى في دعوة فريق من اللبنانيين إلى حوار مع النظام السوري، فيما يرفض آخرون (ونحن منهم) هذا الطرح نظرا إلى الارتكابات السورية في حق كثير من اللبنانيين. وتبعا لذلك، ونظرا إلى الدور الروسي المحوري في الأزمة السورية، وعلى مستوى المنطقة، وكونهم قادرين على الكلام مع جميع أفرقاء النزاع، اقترحنا عليهم لعب دور الوسيط في ملف النازحين، وهو ما رحب به ممثل الرئيس فلاديمير بوتين لشؤون أفريقيا ميخائيل بوغدانوف".
وختم داغر داعيا الحكومة ووزارة الخارجية إلى تلقف هذه المبادرة، والطلب إلى روسيا لعب هذا الدور في شكل رسمي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك