يُطرح الكثير من التساؤلات عن المرحلة التي ستلي لقاء الرئيس سعد الحريري بولي العهد السعودي محمد بن سلمان. فالمملكة الماضية في مواجهة "حزب الله" كانت تتوقع تفاعلا أكبر من "المستقبل" مع توجهاتها، إلا أن الرئيس الحريري فضّل صون التسوية الداخلية وربط النزاع مع الحزب حتى اليوم. لكن اللقاء الذي يتزامن مع تصعيد اقليمي ودولي غير مسبوق في وجه إيران وحلفائها، يشي بمتغيرات ستشهدها الساحة اللبنانية، الامر الذي لم يتوان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان عن إعلانه في تغريداته أمس بدعوته الى تطيير "حزب الله" من الحكومة.
الوزير السابق فارس بويز أشار عبر "المركزية" الى أن "الساحة اللبنانية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالساحتين الاقليمية والدولية، والتصعيد السعودي في وجه "حزب الله" المرتبط بالتصعيد الاميركي قد يكون مؤشرا لتطورات سلبية على الساحة اللبنانية التي استطاعت حتى اليوم أن تنأى بنفسها عن حريق المنطقة ولو بالحد الادنى"، مشيرا الى أن "الكرة في ملعب رئيس الحكومة سعد الحريري الذي بناء على السياسة التي سيتبعها تجاه الموقف السعودي، سيتحدد المشهد في لبنان إن كان قابلا على التصعيد أو احتواء الازمة بأقل خسائر ممكنة مقدما بذلك المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار آخر، فالواقع اللبناني لا يتحمل أي هزة من هذا النوع قد تدخلنا في متاهات نحن في غنى عنها".
واعتبر أن "الصراع السعودي-الايراني في المنطقة يأخذ منحى تصاعديا على الصعيد الدبلوماسي، وما اعتماد سويسرا كدولة تمثيل مصالح بين الدولتين سوى دليل الى ذلك، كمؤشر الى عدم حصول تمثيل دبلوماسي بين الدولتين، فرعاية المصالح تكون بين دولتين متنازعتين، لتأمين علاقات في حدها الادنى حرصا على رعايا الدولتين".
ولفت الى أن "أزمة الرباعي مع قطر هي إحدى تجليات الصراع مع إيران ولو بشكل مختلف، وانعكاسها على مجلس التعاون الخليجي سيشكل قمة التصعيد الذي سيضر بدول الخليج ولن تستفيد منه سوى اسرائيل، فقوة الخليج في وحدته".
وعن تداعيات احباط مشروع الاستقلال الكردي على المنطقة، قال "استقلال الدول مرتبط بالتوازنات الدولية والاقليمية وبسياسة الدول المجاورة، وسقوط الدولة الكردية جاء نتيجة عدم توفر دعم خارجي وازن ومعارضة الدول الاربع المجاورة للاقليم"، مشيرا الى أن "فشل الاستقلال شكل نكسة لداعميه، إن كان اسرائيل التي جاهرت بدعمها له، أو أميركا التي كانت تصريحاتها العلنية الداعمة للدولة العراقية لا تعكس حقيقة موقفها للأكراد".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك