"عاد الرئيس سعد الحريري عن استقالته والحكومة قررت بكل مكوّناتها النأي بالنفس عن الصراعات العربية" مع هذا العنوان ظهر وكأن التسوية السياسية عادت الى مسارها الذي كان قد رُسم في تشرين الأول من العام 2016. إلا أن مصادر نيابية وصفت بيان الأمس بـ "تجميل لفظي لقضية النأي بالنفس" حيث أنّ كلّ طرف ما زال في موقعه وتحديداً "حزب الله".
وأضافت: على أي حال "ما كان بالإمكان أكثر ممّا كان".
غير ان اوساطا دبلوماسية لبنانية مطلعة شددت على اهمية موقف الحكومة القائم على الالتزام الكامل بـ"النأي الجدي بالنفس"، بعبارة اخرى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى في طليعتها الدول العربية والخليجية.
وقالت عبر "اخبار اليوم" ان لبنان الذي التزم بهذا الموقف اكد بما لا لبس فيه انه سيد قراراته وانتمائه الى العالم العربي ووقوفه الدائم الى جانب اشقائه العرب بالتالي فان اي تدخل لاي طرف لبناني في هذه الدولة العربية او تلك الخليجية، سينهيه حكما هذا اذا لم يكن قد انتهى.
ورأت الاوساط ان بيان الحكومة يرضي كل الاطراف، معتبرة انه اصبح من مصلحة حزب الله ان يلاقي الاجماع الوطني الى منتصف الطريق هذا اذا لم يكن لمسافة اطول من ذلك، قائلة: الأهم أنّ حزب الله قبل حتى الآن بالواقع الذي يعني انه عليه ان ينسجم مع مصالح لبنان واللبنانيين عربيا ودوليا وهو ما يقتضي الا يتدخل مجددا في العالم العربي.
وشدّدت على ضرورة أن يبقى لبنان على موقفه التقليدي القائم على التضامن مع العالم العربي وعلى الحياد امام اي صراع قد يندلع بين هذا البلد العربي او ذاك، مؤكدة ان موقف الحكومة اللبنانية ينسجم مع تعاطيها الجوهري مع القضايا العربية.
واشارت الاوساط عينها الى انه اذا لم يكمل حزب الله في التزامه وعاد الى التدخل هنا او هناك فان الحريري سيستقيل مرة اخرى والمرجح انه لن يعود عنها.
في المقابل، أوضحت مصادر قريبة من تيار "المستقبل" أن الحريري كان أمام خياري الإستمرار بالإستقالة او العودة عنها، إلا أنه فضّل الخيار الثاني، على اعتبار ان "حزب الله" لن يذهب الى تسويات وتنازلات في ظل موازين القوى القائمة في المنطقة حتى اللحظة، لا سيما في سوريا، علماً أن "الحزب" مستعدّ لإشعال حرب ليس فقط محلية بل ربما ايضاً عالمية من أجل تحقيق حلمه المتمثّل بتوسيع نفوذ ولاية الفقيه.
وأضافت: صحيح أنّ من مصلحة "حزب الله" الإدعاء أنّ المسائل تحلّ بين اللبنانيّين، لكن في الواقع فإنّ آخر مكان قد ينسحب منه "حزب الله" هو سوريا، لأنّ الهدف الأول والأخير هو تأمين الطريق بين دمشق وبيروت التي لا يمكن أن تكون إلا عبر البرّ، وهذا ما يبرّر الإحتفال بتحرير البوكمال، علماً أنّ دور "حزب الله" هو حماية هذا الطريق من أجل توفير الإمداد اللوجستي له.
وتوقفت المصادر عند كلام قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري حول تكليف "حزب الله" بمهمات لحفظ الأمن في سوريا، منذ نحو أسبوعين، قائلة: هذا دليل إضافية وحثي على أنّ "حزب الله" لن ينسحب في المدى المنظور من الوحول السورية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك