أطلق على قمة بغداد "قمة التعارف" بين الزعماء الجدد لعدد من الدول التي تمكنت من ازاحة الحكام من كراسيهم في تونس ومصر وليبيا واليمن، بعدما امضوا فيها ما يتجاوز الربع قرن والحاضرين في العاصمة العراقية.
وتعقد القمة العربية للمرة الاولى في العراق منذ 22 عاما وتندرج في اطار الانعقاد الدوري السنوي للقمم العربية، وتحمل الرقم 23. وإذا قيس نجاحها بعدد القادة البارزين الذين سيشاركون، فإن المستوى يمكن اعتباره عاديا أو من الفئتين الثانية والثالثة. المدة ثلاث ساعات فقط لسبب امني، بحيث سيحضر رؤساء الدول او من سيمثلهم الى قاعة المؤتمر، ويناقشون مشروع البيان الرئاسي والمقررات بعد وصولهم في طائرات خاصة، ثم يغادرون. ومع ذلك، تريد القيادة العراقية انعقاد هذه القمة في بغداد، لانها تريد عودة العرب اليها ايا تكن المستويات. ولم تنزعج من المستوى المتدني لتمثيل دول الخليج - كما فعلت السعودية – بتكليف سفيرها لدى جامعة الدول العربية على الرغم من ان بغداد تلافت دعوة الرئيس بشار الاسد لئلا يتغيب زعماء تلك الدول متذرّعين بذلك وبررت ايضا ان دمشق معلقة عضويتها في الجامعة. واذا كان مقياس نجاح قمة بغداد القضايا الساخنة، فان العراق بالتفاهم مع الامين العام للجامعة العربية اتفق على إسقاطها من جدول الاعمال مثل عدم التطرق الى الازمة في البحرين بين الملك والمعارضة الشيعية, وما شهدته من صدامات وعدم طرح تنحي الاسد. غير ان الوضع الدامي في انحاء عديدة من سوريا سيكون مطروحا بقوة لوقف المجازر فورا، او على الاقل في اسرع وقت ممكن وكذلك دعم مهمة كوفي انان مبعوث الأمينين العامين لكل من الجامعة العربية والامم المتحدة. وفي المعلومات المتوافرة لدى المسؤولين ايضا، سواء من الاحصاء العراقي او مثيله من الجامعة العربية، ان 8 او 12 زعيما سيشاركون في القمة من بينهم رئيس دولة خليجية، قطر على الاغلب، واخرى برئيس مجلس الشورى كما ان رؤساء آخرين، ارسلت السلطات العراقية طائرات خاصة لنقلهم من دولهم، من بينها الصومال وجزر القُمر وجيبوتي.
ايا يكن، الموقف العراقي من مستوى التمثيل في القمة، فلا يمكن إنكار الشجاعة والعزم في العراق على توجه مسؤولين عرب يراوح مستوى حضورهم بين رئيس دولة ووزير خارجية وسفير الى بغداد على الرغم من الاخطار الامنية، علما ان الاجراءات العالية المستوى المتخذة في هذا المجال يمكن ان تتعرض لخرق ما اذا اراد ذلك مفجرو السيارات في انحاء العاصمة وتلك الابعد منها.
سيترأس الوفد اللبناني الى بغداد رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ويسافر الى بغداد بعد غد الخميس ليوم واحد من دون مبيت، يرافقه وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس لتمثيل لبنان في اجتماع المجلس الاقتصادي للجامعة على مستوى وزراء الاقتصاد العرب. ويضم الوفد ايضا وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الذي سيغادر قبل ظهر اليوم للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية غدا الذي سيعد مشروع جدول اعمال القمة ويرفعه الى رؤساء الوفود. وسيعقد اليوم في بغداد الاجتماع التمهيدي لوزراء الاقتصاد العرب، وسيمثل لبنان وفد اقتصادي برئاسة المدير العام لوزارة الاقتصاد فؤاد فليفل.
وأفادت مصادر رفيعة "النهار" ان لبنان سيتكيف مع القضايا الشائكة التي ستطرح، ولن يقتصر موقفه فقط على "النأي بالنفس" بل سيتعامل مع ما سيثار بحكمة لما فيه مصلحة اي دولة تعيش تغييرات سياسية ربيعية الهوية، على ما يحلو لعدد من الدول العربية تسميتها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك