يبدو أن سياسة "النأي بالنفس" التي اخترعتها الحكومة فشلت عند منحدرات عدة أو لربما أن هذه السياسة قامت بفعل ذاتي فاختارت السكوت حينا والتعبير أحيانا أخرى.
سوريا ممنوع الحديث عن الثورة النابضة في أرجائها، فيما يطلق البعض العنان لآرائهم وتنديدهم بما يحصل من قمع لثورة البحرين. الممارسات اللبنانية نتج عنها استدعاء من وزارة الخارجية البحرينية للقائم بالأعمال بالوكالة لدى الجمهورية اللبنانية سامي حداد وتسليمه مذكرة احتجاج، في شأن ما تضمنته كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال رعايته المعرض الفوتوغرافي الذي اقيم في بيروت امس.
واعتبرت وزارة الخارجية البحرينية أن كلام بري يحتوي "إدعاءات كاذبة ومستغربة ضد المملكة تشكل خطوة استفزازية وعودة إلى الوراء في العلاقات الأخوية التي تربط البلدين"، مشيرة إلى انها تدخل سافر وغير مبرر في الشؤون الداخلية للمملكة.
بدوره، أكد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون في الاجتماع، استنكار مملكة البحرين لمشاركة قيادات لبنانية رسمية في رعاية مثل هذه المعارض والتصريحات غير المسؤولة التي تصدر عنهم نظراً لما تمثله من تهديد خطير لسيادة دولة عضو في جامعة الدول العربية وإحدى الدول الأعضاء بمجلس التعاون، "وتعد خرقاً صارخاً لمبادئ الشرعية الدولية" على حد تعبيره، مشيراً إلى أن استمرار بعض من هذه القيادات اللبنانية الهامة بين فترة وأخرى في استخدام نهج هذه السياسات ضد مملكة البحرين وشعبها الذي يكن كل التقدير للشعب اللبناني الشقيق والاعتزاز به، ويحرص على علاقات قائمة على قاعدة من الثقة والاحترام المتبادل، إنما يخلق مناخاً من التوتر وعدم الثقة في هذه العلاقات ويعرض الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي للخطر.
وطالب السفير حمد العامر من القائم بأعمال السفارة اللبنانية بنقل استياء مملكة البحرين الشديد لمثل هذه الممارسات غير الودية وأهمية إدراك الحكومة اللبنانية لمسؤولياتها الكاملة في التعامل وبحزم شديد مع مثل هذه الممارسات ووضع حد لهذه التصرفات التي تصدر من هذه القيادات وأن تنأى بنفسها عن مثل هذه القضايا وذلك مراعاة للعلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين والتزاماً بالتضامن العربي المشترك واحتراماً لقواعد القانون الدولي من أجل استتباب الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك