رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون ان ما تشهده الحكومة من خلافات بين اطرافها ناتج عن استعجال المحاصصة من قبل حلفاء سوريا وفي طليعتهم الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون برعاية "حزب الله" للحصول على ما استطاعوا من مكاسب سياسية وادارية تقيهم انعكاسات رحيل النظام السوري عليهم، وذلك ليقينهم بان رحيل النظام سـيؤول حكما الى رحيلهم او اقله الى تراجع دورهم من طليعي مؤثر على الساحة السياسية الى ثانوي في المعادلة اللبنانية.
بيضون، وفي تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية، أشار الى ان انتقال الرئيس بري مؤخرا من موقع المتعايش مع الرئيس نجيب ميقاتي وانضمامه علنية الى الموقع المتناحر معه لن يجعل من الاخير وحيدا على الساحة السياسية في مرمى النار لحلفاء سوريا، وذلك لاعتباره انه وبالرغم من خلافات الرئيس ميقاتي مع قوى "14 آذار" فان كلا من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط المترقب سقوطا قريبا للنظام السوري يشاطرانه التوجه بوجوب عدم تسليم ادارة البلاد لحلفاء سوريا، خصوصا ان هذه الترويكا الحكومية تدرك تماما ان سيطرة "حزب الله" على الحكومة لم تعد ذات اهمية استراتيجية اثر انتقال الاكثرية النيابية من قبضة حلفاء سوريا بامتياز الى من ترى في خياراته وطروحاته صوابية وموضوعية.
وعن اسباب الخلافات بين الرئيسين بري وميقاتي، لفت بيضون الى ان الاول اراد استعجال اصدار المراسيم التطبيقية لقانون النفط ضمن عملية استعجاله مع "حزب الله" والعماد عون المحاصصة في وقت يتريث الثاني في اصدارها لسببين اساسيين رئيسيين وهما اجراء عشرات التعديلات عليها عملا بقرار مجلس شورى الدولة، والتصدي لمحاولة حلفاء سوريا القبض على قطاع النفط في لبنان قبل انهيار النظام السوري.
واشار بيضون الى ان "حزب الله" عاجز عن اتخاذ قرار بفرط عقد الحكومة للتخلص من الرئيس ميقاتي وذلك ليقين امينه العام حسن نصر الله بان النائب وليد جنبلاط لن يكون حصته في الاستشارات النيابية الملزمة، بمعنى اخر يعتبر بيضون ان "حزب الله" يعتمد في تعايشه مع الرئيس ميقاتي مقولة: "اذا ابتليت بداء فعليك ان تسير به الى حيث يقودك ويسير بك".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك