جاء في صحيفة "المستقبل": لا يختلف إثنان على أن تيار "المرده" و"التيار الوطني الحر" متفقان على العناوين الكبيرة التي تبدأ بدعم سلاح "حزب الله" ومساندة النظام السوري ومقارعة "الإمبرالية العالمية" وهزيمة المشروع الأميركي في المنطقة ودعم محور الممانعة الذي يمتد من سوريا وايران وصولاً الى كوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا. فهذه العناوين تختصر التوجه السياسي للتيارين الحليفين، وتبقى الأمور جيدة بينهما الى حين الوصول الى الانتخابات النيابية في الشمال التي لكل واحد منها حساباته الخاصة ومرشحيه.
حاول النائب سليمان فرنجية من خلال تحالفه مع التيار العوني كسب شرعية مسيحية في الجبل ومحاولة الانتشار في أقضيته مستغلاً العباءة العونية، ونقل مكان سكنه من بنشعي الى الرابية، وظنّ أن التحالف سيجعله الوريث الشرعي لشعبية التيار، لكن انتخابات العام 2009 لم تكرس هذا الأمر، حيث ان "المرده" لم يرشّح أحداً في جبل لبنان.
أدى هذا الامر الى رد فعل من جانب فرنجية، فرفض حلول العميد فايز كرم على لائحته في زغرتا، ومع علمه بصعوبة ان يكون له مرشح في الجبل في انتخابات العام 2013 بسبب تضعضع وضع حليفه، قرر أن يقود معركة الشمال بدل العونيين، حيث ستشهد أقضية البترون والكورة وزغرتا تنافساً بين الحليفين على تقديم المرشحين، فيما يرتاح قضاء بشرّي من هذا التنافس لأنه حسب قول أحد البشراويين: "إذا أنا إنتسبت الى "التيار الوطني الحرّ" في هيئة بشري فإني سأكون رئيسأ للهيئة في القضاء، لانني سأكون وحيداً". بينما وجود "المرده" شكلي ويقتصر على بعض الموجودين في بلدات الاطراف.
أولى بوادر التنافس سيظهر في قضاء البترون، حيث بدأ تيار "المرده" يطرح اسم المستشار السياسي في التيار المحامي وضّاح الشاعر من بلدة تنورين كمرشح للانتخابات الى جانب الوزير جبران باسيل، وهذا سيولّد تنافساً حاداً بينهم، ويكون الشاعر قد أصبح الرقم الثالث المطروح من تنورين في اللائحة، فهناك المرشح السابق نزار يونس الذي يستعد لخوض الانتخابات من جديد، والدكتور جورج مراد المرشح الذي انسحب في الـ2009 لمصلحة لائحة باسيل مع وعد بأن يكون مطروحاً في الانتخابات المقبلة. واذا استمر "المرده" بدعم الشاعر فان المرشحين الباقيين سينسحبان مع ما يمثلون من ثقل انتخابي في جرود البترون.
أما في الكورة فلا شيء ثابت، ينشط مسؤول المنطقة في "التيار الوطني الحر" جورج عطالله على الارض محاولا ضمان مكان في اللائحة الذي كان يشغله سابقاً، فهو يحاول تخطي الوزير فايز غصن، واعادة الاتصال مع بعض الغاضبين على سياسته في بلدة كوسبا والذين لجأوا الى قوى "14 آذار"، وقد حصلت دعوات عشاء عدّة خارج الكورة مع النافذين من البلدة لكن لم يكتب لها النجاح.
ويطرح اسم مدير احد المستشفيات في الكورة وهو عضو في المكتب السياسي في "المرده" وكان سابقا في الحزب "الشيوعي" ومن بلدة بترومين كمرشح محتمل، وفي هذا محاولة لكسب اصوات من منطقة الكورة الجنوبية، ولتقليص الفرق مع الائحة المنافسة، لان في بلدات فيع ودده وبترومين أغلبية لـ"القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل".
ويشكل اصرار "المرده" على ان يكون له مرشحين في الكورة مشكلة، لان ذلك سيحرم اما الحزب "السوري القومي الاجتماعي" او التيار العوني من ان يكون لهم مرشحاً يخوض المعركة.
هذه المنافسة في البترون والكورة ستنعكس على قضاء زغرتا، فاذا نجح فرنجية في حجز مقعد في البترون ومقعدين في الكورة، سيطالب عون ببديل في زغرتا، وهذا البديل سيكون على حساب النائبين الحاليين اسطفان دويهي وسليم كرم لان فرنجية يعزم على ترك مقعد لمرشح من القضاء، ويُعدّ رئيس اتحاد بلديات زغرتا أنطوان سليمان الأوفر حظاً وهو ابن بلدة أيطو، فيما لم يجهّز عون البديل عن العميد كرم المسجون بتهمة العمالة لاسرائيل.
ويعتبر إصرار فرنجية على أن يكون رأس حربة في انتخابات الشمال، تعويضاً لفشله من اختراق جبل لبنان، الأمر الذي دفعه الى مزاحمة حليفه العوني على المرشحين، ولإبلاغه الرسالة التالية، "اذا كنت تريد جبل لبنان، فأنا ساحتي الشمال".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك