في خطوة مفاجئة بتوقيتها ودلالاتها أعلن منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد بعد اجتماع الأمانة العامة أنّ الأخيرة كلّفت رئيس حركة "اليسار الديمقراطي" الياس عطالله ورئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون، والنائب مروان حمادة، القيام بكلّ الاتصالات اللازمة داخل قوى 14 آذار وخارجها من أجل وضع الآليات الاصلاحية داخل 14 آذار قيد التنفيذ وفي طليعتها "إنشاء المجلس الوطني لقوى 14 آذار وثورة الأرز".
وتعقيباً على هذه الخطوة قال النائب مروان حمادة لصحيفة "الجمهورية" إنّ "الهدف منها ترجمة الوعود التي أطلقناها في ذكرى 14 آذار العام الفائت والمتصلة بإنشاء إطار يجمع كلّ مكوّنات انتفاضة الاستقلال الحزبية والمدنية وإشراكها في قيادة هذه المرحلة المفصلية في تاريخ لبنان، خصوصاً أنّ التطوّرات الاقليمية والاستحقاقات المقبلة ومنها الانتخابات النيابية ثم الرئاسية تتطلب مزيداً من التماسك والتنسيق والتواصل تحقيقاً لأهداف ثورة الأرز.
وأوضح حمادة أنّ فكرة إنشاء مجلس وطني هي فكرة قديمة لم تنفّذ بسبب تلاحق التطوّرات في لبنان والمنطقة من الثورات العربية الى الانتفاضة السورية والانقلاب الحكومي واضطرار الرئيس سعد الحريري البقاء خارج البلاد نتيجة المخاطر الأمنية بعد ظاهرة القمصان السود، فضلاً عن التطوّرات التي طرأت وستطرأ على المحكمة الدولية في ضوء القرارات المتوقعة، واستمرار حكومة اللون الواحد تحت هيمنة "حزب الله". إنّ كلّ هذه الأحداث تستوجب تحريك وتجييش الطاقات داخل 14 آذار، فهي ليست حزباً بل مجموعة أحزاب وقوى ضمن فكر وطني واحد.
وعمّا إذا كانت تسمية "المجلس الوطني" تتناسب مع الواقع اللبناني، خصوصاً أنها برزت في الثورات العربية وتمّ تبنّيها من قبل المعارضة التي تريد إسقاط الأنظمة، أجاب حمادة: "لا علاقة لذلك إطلاقاً، إذ إنّ مشروع المجلس الوطني او الهيئة العامة لــ 14 آذار تجلّى في اجتماعات البريستول غير أنها بقيت فكرة دون تطوير وهيكلية وتأطير. لا شك أنّ الكتلة النيابية موجودة وتمكنت من تحقيق خطوات بارزة، كما أنّ القيادة العليا تجتمع دورياً وراء الكواليس، ولكنها ربما تحتاج الى إطلالات اكثر، وبالتالي كلّ ذلك دفعنا نحن المستقلين في 14 آذار الى التحرك في اتجاه الأحزاب والمجتمع المدني تفعيلا للواقع الاستقلالي".
وعمّا إذا كان هذا القرار يحظى بموافقة "القوات" و"الكتائب" و"المستقبل" أكد أنه سيصار إلى الاتصال بهذه ألأحزاب والتواصل معها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك