أكّد مصدر أمني مسؤول، في دردشة مع صحيفة "الجمهورية"، زيارة عدد من الخبراء الأمنيين من دول غربية الى لبنان لمتابعة ملفات امنية حساسة، والعمل على اعداد خريطة طريق لحماية الرعايا الاجانب من انعكاسات الاوضاع في سوريا وتداعياتها، وفي حال اندلاع حرب اسرائيلية محتملة.
وفي هذا الاطار علمت "الجمهورية" من مصادر ديبلوماسية، ان الملحق العسكري الالماني في لبنان عقد سلسلة لقاءات مع ضباط ومسؤولين في الاجهزة الامنية، مهّدت لزيارة وفد ديبلوماسي أمني الماني الى لبنان أخيراً، وبدأ هذا الوفد بعَقد لقاءات واجتماعات لرَصد التطورات الامنية والسياسية، ومتابعة الاوضاع في سوريا من خلال التواصل مع فعاليات وشخصيات امنية واعلامية وسياسية، لوضع خطة لإجلاء الرعايا الالمان من سوريا الى لبنان، في حال دعت الحاجة والظروف الامنية. وأشارت المصادر الى مخاوف لدى المخابرات الالمانية من تطورات امنية سلبية في سوريا، ومن احتمال حصول مواجهات عسكرية اسرائيلية مع ايران أو سوريا، قد تنعكس على الوضع في لبنان، وعلى السفارات والمؤسسات والرعايا الاجانب. وأكدت تشكيل فريق عمل الماني لإدارة الازمات، وتفقّد اماكن محددة، من بينها مطارات عسكرية لبنانية ومرافىء ومؤسسات المانية. وعلمت "الجمهورية" ان الزيارة شملت زيارة لمدرسة SCHNELLER الالمانية في بلدة خربة قنافار في البقاع الغربي، وقاعدة رياق الجوية في البقاع الاوسط، فضلاً عن جولة شملت مدينتي صيدا وصور، وتفقّد أماكن اختيرت لتكون مراكز لتجمّع الرعايا الالمان في الحالات الطارئة، كذلك كانت زيارات لقاعدة حامات الجوية والقليعات ومرفأ طرابلس.
من ناحية ثانية، تحدثت مصادر عن زيارات متواصلة سرية ومهمة لوفود امنية اميركية، تلتقي المسؤولين الامنيين الكبار في لبنان، لمعالجة ملفات مهمة تتضمن موضوعات ذات صلة بأنشطة إرهابية تشهدها المنطقة، ومن بينها لبنان.
وكشفت المصادر لـ"الجمهورية" بعضا مما تتضمنه هذه الملفات من معلومات واسرار، مؤكدة "انّ مسؤولاً في المخابرات الاميركية كشف لبعض الجهات معلومات حول قيام "حزب إسلامي" له امتداده الاقليمي والعالمي، بإنشاء مؤسسات تجارية في لبنان ومصر بأسماء متنوعة، لتكون مصدرا ماليّا له. ولزيادة في التضليل، تم تعيين شخص فرنسي مديراً لأحد مؤسسات هذا الحزب في لبنان".
والموضوع الامني الابرز والاهم الذي يتابعه الاميركيون منذ فترة، يتركز حول مدى صحة قيام عناصر اصولية باستخدام جوازات غير شرعية تحمل اسماء غير أسمائهم الحقيقية، تمّ تزويرها داخل مخيم عين الحلوة على ايدي محترفين في التزوير من جماعة "جند الشام"، بحيث توحي هذه الاسماء المدوّنة على الجوازات في الوقت نفسه بانتمائها الى مذهب ديني معيّن للتضليل والتمويه، ويتم استخدام هذه الجوازات في مهمات في دول عربية واوروبية. وفي الاطار الامني ايضاً كشف ضابط أميركي رفيع المستوى، في لقاء سري خاص مع مسؤولين في الاجهزة الامنية الرسمية، عن لجوء عدد من المطلوبين الارهابيين للانتربول الدولي، الى بعض المخيمات الفلسطينية، وانضمامهم الى خلايا اصولية، تمهيداً لانتقالهم الى عدد من الدول الروسية لتنفيذ مهمات امنية خاصة، وعن وجود شخصيات سلفية في قبرص تتولّى توجيه مجموعات ارهابية موزّعة في لبنان والاردن واليونان وإدارتها، وتأمين الدعم المالي واللوجستي لها.
وحسب المصادر نفسها، فإنّ ما تحمله الملفات الاميركية من موضوعات امنية متنوعة كثيرة، هو ما يستدعي على ما يبدو متابعة الزيارات واللقاءات الاميركية الى لبنان، حيث ان الاميركيين تلقّوا في أواخر الصيف الماضي معلومات عن احتمال تعرّض السفارة الاميركية في عوكر لعملية ارهابية على يد تنظيم فلسطيني بواسطة طائرة شراعية يهبط بها انتحاري في حرم السفارة، وذلك في عملية شبيهة بالعملية الانتحارية التي نفّذها عنصر من "الجبهة الشعبية - القيادة العامة"، في معسكر إسرائيلي عام 1987.
واكدت المصادر "انّ الجهات الامنية الاميركية تركّز، في عملها على منع عودة الساحة اللبنانية الى ما كانت عليه في بداية الثمانينيات، حيث كانت صندوق بريد وساحة لتصفية الحسابات او الانتقام او الرد على بعض التطورات الاقليمية". واشارت الى "انّ الاميركيين في صدد العمل جدياً على فتح ملفات امنية في لبنان، ما زالت موضع متابعة لدى القضاء والمؤسسات الامنية الاميركية، من بينها "ملف العمليات الارهابية ضد المارينز عام 1983"، إضافة الى مسلسل خطف الرهائن الاجانب في لبنان، والذي بدأ مع خطف الديبلوماسيين الروس الاربعة صيف العام 1985، وصولاً الى متهمين بتبييض اموال، والتخطيط لضرب مصالح اميركية وتهديد الرعايا".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك