التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الوفد المرافق وزير الخارجية التركية أحمد داوود اوغلو لنحو ساعتين في منزله في أنقره، وكانت مناسبة عرض فيها الطرفان لأبرز المواضيع المتعلقة بشأن أبناء الكنيسة المارونية في تركيا وقبرص الشمالية، كما تم التطرق الى أوضاع المنطقة والأوضاع في سوريا.
وشكر البطريرك الراعي الدولة التركية على دعوتها الرسمية له منوها بدور السفير التركي لدى لبنان الذي نظم لهذه الزيارة، وناقلا تحيات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى وزير الخارجية التركي، وتمنى غبطته "أن تكون هذه الزيارة منطلقا للتعاون بين البطريركية وتركيا"، آملا في "انشاء كنيسة في إنطاكيا لكي تكون معتمدا بطريركيا لدى تركيا"،
بدوره رحب داوود اوغلو بهذه الزيارة التي وصفها بالتاريخية، مشددا على "أهمية تقريب المسافة، وذلك خلال الاجتماعات المنظمة خاصة عبر المؤسسات الدينية، لأن المؤسسات الدينية تؤثر على السياسة وحيثياتها اليومية وأهميتها، وعندما تكون علاقات رجال الدين في ما بينهم جيدة فهذا من شأنه أن يؤثر على علاقات الشعوب أيضا"، خاتما "زيارة غبطتكم هامة جدا بالنسبة للسلام الديني، نظرا لما تمثلونه من ركيزة أساسية في انطلاقة الحوار بين الأديان".
ثم جرى تبادل للهدايا التذكارية بين الطرفين.
بعدها توجه الراعي ظهرا الى اسطنبول حيث زار بطريركية الأرمن الارثوذكس، وكان في استقباله النائب البطريركي العام للأرمن الارثوذكس المطران آرام ارتشيان موتافيان وتقاسما عند مدخل كاتدرائية السيدة العذراء الخبز والملح، وهو تقليد في الكنيسة الأرمنية يرمز الى الاخوة والمشاركة، ليدخل بعدها على وقع الترانيم الأرمنية للكاتدرائية ويرفع صلاة الابانا وينشد ترتيلة مبارك من فدانا ومن ثم دخل الراعي مع الوفد المرافق دار البطريركية حيث التقى المطارنة والكهنة.
وكانت مناسبة وجه في خلالها تحية الى بطريرك الارمن الارثوذكس ميسروب موتافيان الثاني، متمنيا ان يسنده الله النعمة الالهية على الوضع الصحي الذي يعيشه، داعيا بالتوفيق للنائب البطريركي لتوليه مهام البطريرك في هذه الفترة الانتقالية.
واشار البطريرك الراعي الى "اننا في لبنان على علاقة وثيقة بالكنيسة الارمنية ونحن ننظر اليكم ككنيسة موجودة في تركيا تحمل قيم الكنيسة الارمنية الروحية المسيحية، وتحمل رسالة كبيرة للكنيسة تشهدون لها ولهذه الدولة التي تحترم كل الديانات، واقول من اهداف هذه الزيارة الرسمية الى جاءت تلبية لدعوة من الدولة التركية، هو اللقاء مع الكنائس المسيحية، والى الجانب الاول لهذه الزيارة الذي هو العلاقة بين الكنيسة المارونية والدولة التركية في ما يتعلق بالتعاون معا من اجل حوار الاديان والثقافات والمجتمعات ونحن نقدر كم ان الدولة التركية معنية بالحضور المسيحي في تركيا والشرق الاوسط ان يكون فاعلا بقيمه المسيحية المتنوعة والثقافية مع العالم الاسلامي وهذا ما لمسناه من لقاءاتنا مع المسؤولين الرسميين من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية ورئيس الشؤون الدينية".
وختم آملا في ان تكون هذه الزيارة نقطة انطلاق للتعاون الوثيق بين الكنيسة المارونية والكنيسة الارمنية في اسطمبول وتركيا والعالم".
بعدها توجه الراعي الى اسطنبول حيث كنيسة السريان الكاثوليك، وقرعت الاجراس وارتفعت الصلوات. وكان في استقباله الخوراسقف يوسف ساخ ومجلس الملة والاخويات. وبعد رفع الصلاة اعرب غبطته عن سعادته بهذه الزيارة قائلا "احمل اليكم سلاما من صاحب الغبطة البطريرك يوسف الثالث يونان. لمسنا في خلال الزيارة اهتمام تركيا بالحضور المسيحي في المنطقة لما يمثله من قيم، واليوم بدأنا زيارة الكنيسة وسنتابعها غدا، ونحن بأمس الحاجة في الشرق الى ان تكون كنيسة واحدة على تنوع طوائفها، والكنيستان السريانية والانطاكية عائلة واحدة. وكان حوارا مع ابناء الرعية اطلعهم فيها الراعي على تاريخ الموارنة ونشأتهم وتوزعهم في مختلف بلدان العالم".
هذا ورحب ساخ بزيارة الراعي، مثنيا على "هذه الخطوة الهامة جدا في تاريخ الكنيسة وفي مجال وحدتها"، داعيا غبطته الى "تكرارها لما تمثل من امل في نفوس المسيحيين وليس فقط في تركيا بل في كل المنطقة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك