رأت صحيفة "الراي" الكويتية أن "ثمة من يعتقد أن محاولة التقليل من شأن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ومواقفه لا تعبر عن واقعية وربما تكون أقرب الى التشفي الناجم عن المرارة"، لافتة الى أن "جنبلاط يكاد أن يكون من بين قلة من الزعماء اللبنانيين الذين يملكون مروحة واسعة من العلاقات الاقليمية والدولية، ويزيد من مكانته توزع طائفة الموحدين الدروز بين لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة، اضافة الى موقفه الاستثنائي في التركيبة اللبنانية، الذي يجعله "القوة المرجحة" في لعبة التوازنات.
وإعتبرت الصحيفة أنه "لو لم يكن الزعيم الدرزي الأبرز "مخلوقاً سياسياً فوق العادة"، في تقدير دوائر محايدة، لما اضطر الاسد الى اخذ جرعة زائدة من "البراغماتية" حين عاود وصل ما انقطع مع جنبلاط عندما استقبله مرات عدة، متجاوزاً النعوت التي كان اطلقها بحقه يوم وصفه بـ"القرد والأفعى" وما شابه.
وأشارت الى أن "الرئيس السوري بشار الأسد لم يستطع ترميم دوره المؤثر في لبنان آنذاك الا عبر "استعادة" جنبلاط الذي مكّن "حزب الله" والنظام في سوريا من اقصاء زعيم الغالبية يومها سعد الحريري عن السلطة".
ولفتت أوساط تتقن فن القراءة في "المستور السياسي" تجزم بأن جنبلاط الذي يميز بين "حزب الله" كطرف لبناني وازن، و"حزب الله" كرافعة لمشروع اقليمي، لن يكسر الجرة مع الحزب في المسائل المرتبطة بالاوضاع الداخلية، ربما لاعتقاده بأن البلد "مخطوف"، لكنه افترق عنه في المسائل المتصلة بالخيارات الاقليمية وفق معادلة تشبه "الاتفاق على عدم الاتفاق".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك