استأثر اللقاء الذي جمع الرئيس أمين الجميل ورئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة في البيت المركزي للكتائب في الصيفي، باهتمام، خصوصاً وانه جاء في أعقاب ما جرى في جلسات المناقشة العامة، حيث تفرد مُنسّق اللجنة التنفيذية في الكتائب النائب سامي الجميل بطرح الثقة بالحكومة، وأتاح لها «ابرة انعاش» بحسب تعبير الرئيس عمر كرامي، الا أن مصادر الرئيسين الجميل والسنيورة، أكدت لصحيفة «اللواء» ان هذا الموضوع لم يطرح، على اعتبار ان ما جرى في تلك الجلسة اصبح خلفنا، وأن البحث بين الرجلين تركز على الافاق المستقبلية للمرحلة المقبلة، خاصة وان قوى 14 آذار على أبواب صيغة جديدة لهيكليتها التنظيمية، وهي تتطلع الى المرحلة المقبلة، وان التركيز يجب أن ينصرف الى المستقبل لا الى الماضي، خاصة بعدما تأكد ان «حزب الله» ماض في دعمه للحكومة الحالية، حتى اجراء الانتخابات النيابية، ما يعني ان الحزب يريد ان يكون الأداة التنفيذية والقانونية للاشراف على الانتخابات، من خلال الوصول إلى قانون انتخابي يضمن له ولحلفائه الفوز بها، او التحكم بنتائجها عبر سيطرته على الحكومة.
وأوضحت المصادر أن هذه النتيجة التي استخلصتها قوى 14 آذار، جعلت الحديث بين الرئيسين الجميل والسنيورة يتركز على الشق السياسي المستقبلي والتطلع إلى المستقبل، وكانت وجهات النظر بينهما متطابقة، وأن الاجتماع كان ممتازاً، مشيرة إلى انه لن يكون معزولاً عن مجموعة لقاءات ومناسبات بين قوى 14 آذار، تمهيداً للوصول الى الصيغة التنظيمية التي تعد لها في اجتماع موسع سيعقد لاحقاً، وربما في أقل من شهر.
ولاحظت المصادر، انه في ضوء ما استخلصته 14 آذار من التطورات الحاصلة في المنطقة، أن «حزب الله» انتقل إلى الهجوم، وهو يتقاطع في هذه المرحلة، مع الإيراني الذي انتقل بدوره إلى الهجوم عبر زيارة الرئيس أحمدي نجاد للجزر الاماراتية الثلاث، وقرّر الحزب أن يخوض معركة المواجهة من خلال هذه الحكومة، دافعاً الأمور نحو المزيد من التأزم، من خلال رفضه الحكومة الحيادية والاصرار على بقاء الحكومة الحالية حتى اجراء الانتخابات النيابية.
ولفتت المصادر إلى ان الفكرة من طرح الحكومة الحيادية، هي أن نذهب إلى الانتخابات متساوين، وهو ما عبّر عنه الرئيس السنيورة، في ختام جلسات المناقشة، من خلال دعوته إلى حكومة حيادية لا تشكلها قوى 14 آذار ولا تشرف عليها قوى 8 آذار، إلا أن رفض هذه الفكرة والهجوم على تراث الرئيس الشهيد رفيق الحريري مترافقاً مع تصعيد سياسي لافت نسف فكرة الحكومة الحيادية، ونسف أيضاً التوجه الى الحوار اساسياً، ما يعني أن الأمور ذاهبة نحو مواجهة يفترض ان ترسم معالمها في الاجتماع المقبل لـ 14 آذار، سواء عقد في معراب أو في مكان آخر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك