لم تنجح المساعي الحثيثة التي بذلها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في تقديم حكومته «هديةً» لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي عبَر أمس إلى السنة الثالثة من ولايته من دون سلطة تنفيذية في البلاد منذ أكثر من خمسة أشهر.
فـ«حزب الله» الذي باغَتَ عون والحريري باصطناعه عقدة تمثيل النواب السنّة الموالين له ومضيّه في معادلة «لا حكومة من دونهم» جمّد ولادة الحكومة عشية إعلانها (الاثنين الماضي) ويُخشى ان يكون جعلها تالياً في مهب الريح.
وفيما كانت بيروت مشدودةً لمساعي تفكيك «لغم» النواب السنّة الموالين لـ«حزب الله»، «استفاقتْ» عقدة تمثيل «القوات اللبنانية» مع المعلومات التي تحدّثتْ عن أن رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل حمَل الى الحريري الذي التقاه بعد ظهر أمس مطلباً من رئيس الجمهورية بإعادة توزيع المذاهب ضمن التشكيلة الحكومية المقترَحة ولا سيما ما يتعلق بالموارنة بعدما طلبتْ «القوات» التمثّل بمارونييْن وارثوذكسي وكاثوليكي وأن عون طالب تمثيل «القوات» بماروني واحد.
وإذ وضعتْ أوساط سياسية عبر «الراي» هذه الخطوة في سياق معاودة تشكيل «غطاء» أمام عقدة تمثيل سنّة 8 مارس التي بدت موجّهة الى عون وذلك بعدما ساهَمَ قبول «القوات» بالعرض الرباعي الذي قُدّم إليها وانسحابها من «دائرة التعقيدات» في «كشْف» مكمن التعقيد الفعلي في مسار التأليف، فإنّ مصادر أخرى لم تقلّل من وطأة «الهبّة السلبية» في الملف الحكومي التي يمكن ان تكون تعبيراً عن مناخٍ إقليمي متشدّد دَفَعَ «حزب الله» الى إظهار «الأشواك» قبيل بلوغ السباق الحكومي آخِر الأشواط لاعتباراتٍ تتصل بالتحولات الكبرى في المنطقة.
وفيما أبلغت مصادر «القوات» الى «الراي» أنها غير معنية بما يُحكى في الإعلام عن سحْب وزير ماروني من حصّتها جازمة ان العرض الذي قدّمه اليها الحريري ووافقت عليه كان متَفَقاً عليه بين الأخير وعون، تساءلتْ الأوساط السياسية إذا كان «التيار الحر» يحاول التفيؤ بالعقدة السنية في سياق محاولة إجراء «مقايضات» ما تسمح بمعاودة مدّ اليد على حصة «القوات» من زاويتها المارونية التي تكتسب رمزيات عدّة على مستوى التمثيل المسيحي وحجمه.
ولم يحجب هذا التطور الأنظار عن عبور عون الى السنة الثالثة من ولايته من دون حكومة جديدة، وهو ما أفقد احتفالات القصر أمس وهجها، إذ اقتصرتْ على إطلالة مسائية لرئيس الجمهورية عبر محطات الإذاعة والتلفزة المحلية، أرادها لعرض إنجازاتٍ حققها وأطلّ من خلالها على الملف الحكومي و«أفخاخه».
وسبق هذه الإطلالة استمرار البحث عن حل لعقدة تمثيل السنّة الموالين لـ«حزب الله» والتي تتعاطى معها دوائر سياسية على أنها أشبه بـ«إنزال بالكوماندوس» السياسي خلف خطوط عون - الحريري، في خطوةٍ بدا ان الغاية منها إما نزْع أنياب حصة رئيس الجمهورية بإفقاده القدرة على التحكم بالثلث المعطّل (11 وزيراً) عبر توزير أحد السنّة الموالين للحزب كوديعة من حصته، وإما إظهار الحريري مهزوماً بكسْر إمساكه بالحصة السنية في مجلس الوزراء عبر «دفرسوار» يشكّله السني الموالي للحزب الذي يريد لعب دور الشريك المُضارِب لزعامة الحريري داخل طائفته.
وكان لافتاً أمس بلوغ عض الأصابع حيال هذا الملف السقف الأعلى مع إعلان اوساط الحريري انه أنجز مهمته وأنه «لن يرضى بتمثيل سنّة 8 مارس تحت أي ظرف» سواء من حصته او من حصة آخرين وأنه لن يقبل بتسلُّلهم الى الحكومة أو «ليفتشوا عن غيري لرئاسة الحكومة».
وتم التعاطي مع موقف الحريري على أنه إما في إطار التعبير عن حجم الاحتدام في هذه المسألة وإما انه سيجعل كاسحة الاتصالات تفتح الطريق أمام مخْرجٍ وسطي مثل اختيار شخصية سنية مستقلة تكون من حصة عون ويقبل بها الحريري وتُرْضي سنّة 8 مارس، علماً أن أجواء القصر الجمهوري كانت ترفض الكلام امس عن ان الحكومة «طارت» موضحة ان عون يجري تقويماً للوضع في ضوء ما سمعه من الحريري الذي التقاه مساء الثلاثاء وان إمكانات الحلّ ما زالت قائمة «في أي لحظة». وترافق الحِراك على هذا الخط مع موقف بالغ الدلالات لمجلس المفتين بعد اجتماع برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي تحدّث عن «أن هناك أيادي خبيثة تحاول عرقلة جهود الرئيس المكلف» عبر «عقد مصطنعة» وذلك «لابتزازه سياسياً ولتأخير عملية تشكيل الحكومة»، في ظل توقعات بأن تحمل خطب الجمعة تأكيداً على دعم الرئيس المكلف وصلاحياته.
فـ«حزب الله» الذي باغَتَ عون والحريري باصطناعه عقدة تمثيل النواب السنّة الموالين له ومضيّه في معادلة «لا حكومة من دونهم» جمّد ولادة الحكومة عشية إعلانها (الاثنين الماضي) ويُخشى ان يكون جعلها تالياً في مهب الريح.
وفيما كانت بيروت مشدودةً لمساعي تفكيك «لغم» النواب السنّة الموالين لـ«حزب الله»، «استفاقتْ» عقدة تمثيل «القوات اللبنانية» مع المعلومات التي تحدّثتْ عن أن رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل حمَل الى الحريري الذي التقاه بعد ظهر أمس مطلباً من رئيس الجمهورية بإعادة توزيع المذاهب ضمن التشكيلة الحكومية المقترَحة ولا سيما ما يتعلق بالموارنة بعدما طلبتْ «القوات» التمثّل بمارونييْن وارثوذكسي وكاثوليكي وأن عون طالب تمثيل «القوات» بماروني واحد.
وإذ وضعتْ أوساط سياسية عبر «الراي» هذه الخطوة في سياق معاودة تشكيل «غطاء» أمام عقدة تمثيل سنّة 8 مارس التي بدت موجّهة الى عون وذلك بعدما ساهَمَ قبول «القوات» بالعرض الرباعي الذي قُدّم إليها وانسحابها من «دائرة التعقيدات» في «كشْف» مكمن التعقيد الفعلي في مسار التأليف، فإنّ مصادر أخرى لم تقلّل من وطأة «الهبّة السلبية» في الملف الحكومي التي يمكن ان تكون تعبيراً عن مناخٍ إقليمي متشدّد دَفَعَ «حزب الله» الى إظهار «الأشواك» قبيل بلوغ السباق الحكومي آخِر الأشواط لاعتباراتٍ تتصل بالتحولات الكبرى في المنطقة.
وفيما أبلغت مصادر «القوات» الى «الراي» أنها غير معنية بما يُحكى في الإعلام عن سحْب وزير ماروني من حصّتها جازمة ان العرض الذي قدّمه اليها الحريري ووافقت عليه كان متَفَقاً عليه بين الأخير وعون، تساءلتْ الأوساط السياسية إذا كان «التيار الحر» يحاول التفيؤ بالعقدة السنية في سياق محاولة إجراء «مقايضات» ما تسمح بمعاودة مدّ اليد على حصة «القوات» من زاويتها المارونية التي تكتسب رمزيات عدّة على مستوى التمثيل المسيحي وحجمه.
ولم يحجب هذا التطور الأنظار عن عبور عون الى السنة الثالثة من ولايته من دون حكومة جديدة، وهو ما أفقد احتفالات القصر أمس وهجها، إذ اقتصرتْ على إطلالة مسائية لرئيس الجمهورية عبر محطات الإذاعة والتلفزة المحلية، أرادها لعرض إنجازاتٍ حققها وأطلّ من خلالها على الملف الحكومي و«أفخاخه».
وسبق هذه الإطلالة استمرار البحث عن حل لعقدة تمثيل السنّة الموالين لـ«حزب الله» والتي تتعاطى معها دوائر سياسية على أنها أشبه بـ«إنزال بالكوماندوس» السياسي خلف خطوط عون - الحريري، في خطوةٍ بدا ان الغاية منها إما نزْع أنياب حصة رئيس الجمهورية بإفقاده القدرة على التحكم بالثلث المعطّل (11 وزيراً) عبر توزير أحد السنّة الموالين للحزب كوديعة من حصته، وإما إظهار الحريري مهزوماً بكسْر إمساكه بالحصة السنية في مجلس الوزراء عبر «دفرسوار» يشكّله السني الموالي للحزب الذي يريد لعب دور الشريك المُضارِب لزعامة الحريري داخل طائفته.
وكان لافتاً أمس بلوغ عض الأصابع حيال هذا الملف السقف الأعلى مع إعلان اوساط الحريري انه أنجز مهمته وأنه «لن يرضى بتمثيل سنّة 8 مارس تحت أي ظرف» سواء من حصته او من حصة آخرين وأنه لن يقبل بتسلُّلهم الى الحكومة أو «ليفتشوا عن غيري لرئاسة الحكومة».
وتم التعاطي مع موقف الحريري على أنه إما في إطار التعبير عن حجم الاحتدام في هذه المسألة وإما انه سيجعل كاسحة الاتصالات تفتح الطريق أمام مخْرجٍ وسطي مثل اختيار شخصية سنية مستقلة تكون من حصة عون ويقبل بها الحريري وتُرْضي سنّة 8 مارس، علماً أن أجواء القصر الجمهوري كانت ترفض الكلام امس عن ان الحكومة «طارت» موضحة ان عون يجري تقويماً للوضع في ضوء ما سمعه من الحريري الذي التقاه مساء الثلاثاء وان إمكانات الحلّ ما زالت قائمة «في أي لحظة». وترافق الحِراك على هذا الخط مع موقف بالغ الدلالات لمجلس المفتين بعد اجتماع برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي تحدّث عن «أن هناك أيادي خبيثة تحاول عرقلة جهود الرئيس المكلف» عبر «عقد مصطنعة» وذلك «لابتزازه سياسياً ولتأخير عملية تشكيل الحكومة»، في ظل توقعات بأن تحمل خطب الجمعة تأكيداً على دعم الرئيس المكلف وصلاحياته.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك