في عطلة الأحد الخريفي، قد يكون لبنانيّون كثيرون لم يتنبّهوا لخبر تكريم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشخصيّة لبنانيّة يتكرّر اسمها كثيراً في الفترة الأخيرة. قد يُذْكَر الاسم أكثر في الآتي من الأيّام.
حصل مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الروسيّة جورج شعبان على تكريمٍ خاص من بوتين الذي قلّده وسام الصداقة. يعيش شعبان، منذ عقود، في روسيا، أي منذ كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي. وأسّس، منذ ذلك الحين، علاقات مع سياسيّين روس بارزين، على رأسهم بوتين، ومن بينهم نائب وزير الخارجيّة الروسي ومبعوث بوتين الرسمي في الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف الذي سيلتقيه هذا الأسبوع، قبيل زيارة شعبان الى لبنان.
يُعتبر شعبان، الكاثوليكي من رأس بعلبك، اللبناني الأقوى في روسيا. برز في عالم الأعمال قبل أن يعتمد عليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري لينسج له علاقات في روسيا، ثمّ ينتقل هذا الدور الى الحريري الابن. علماً أنّ شعبان قدّم خدمات كثيرة لسياسيّين لبنانيّين، مثل تأمين مواعيد لهم مع مسؤولين روس، ويُسجَّل له أنّه لم ينزلق يوماً الى ما يشوّه سمعته كوسيط أو مستشار ولم تجذبه الأضواء مثل مستشارين آخرين.
عُيّن شعبان أخيراً عضواً في اللجنة اللبنانيّة الروسيّة لعودة النازحين، وتشير المعلومات الى أنّ اسمه مطروح ليكون وزيراً في الحكومة ليتولّى وزارة الدولة لشؤون النازحين فيها، فيضرب من خلاله الحريري أكثر من عصفورٍ بحجرٍ واحد.
فشعبان كاثوليكي يريح من خلاله الحريري فريق رئيس الجمهوريّة الذي تُرك له الوزراء الكاثوليك الثلاثة. كما أنّ علاقته المتينة بروسيا، المعنيّة مباشرةً بملف النازحين، تتيح له لعب دورٍ فاعل على هذا الصعيد. كما بإمكان شعبان أن يؤمّن الحدّ الأدنى، الذي قد يكون مطلوباً في المرحلة المقبلة، من التواصل مع سوريا، عبر القناة الروسيّة.
يقول مثلٌ روسي: شَعرة وراء شَعرة تصنع لحية. فهل تكتمل لحية جورج شعبان السياسيّة بتعيينه وزيراً في الحكومة المقبلة؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك